تستعرض وزارة الأوقاف في خطبة الجمعة غدًا 8 أغسطس 2025، الموافق 14 من شهر صفر 1447 هجريًا، موضوعًا مهمًا بعنوان:
"لا تغلوا في دينكم.. وما كان الرفق في شيء إلا زانه"
وذلك من خلال نموذج نبوي ينهى عن الغلو والتشدد.
ففي الحديث الشريف، عن أنس رضي الله عنه قال:
"جاء ثلاثة رهط إلى أزواج النبي ﷺ يسألون عن عبادته، فلما أُخبروا بها كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي ﷺ وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر!
فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا،
وقال الآخر: أنا أصوم النهار أبدًا ولا أفطر،
وقال الثالث: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا.
فجاء النبي ﷺ إليهم فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» [متفق عليه].
وقد أوضح شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر أن المقصود بالسُّنّة هنا الطريقة، لا ما يُقابل الفرض، أي أن من ترك طريقة النبي ﷺ واتّبع غيرها، فقد ضل السبيل.
وبيّن أن منهج النبي ﷺ قائم على الاعتدال واليسر، فهو يفطر ليتقوى على الصوم، وينام ليتقوى على القيام، ويتزوج إعفافًا للنفس، وتكثيرًا للنسل.
وقال الإمام الطبري: "في الحديث رد على من يحرّم الطيبات، ويُفضّل الغلظة في المأكل والمظهر، ظنًا منه أن ذلك أقرب للتقوى".
اترك تعليق