مع دخول المساء وبداية غروب الشمس، يحين وقت أذكار المساء المأثورة عن النبي ﷺ، ومنها قوله:
"اللَّهمَّ بِكَ أمسَينا، وبِكَ أصبَحنا، وبِكَ نَحيا، وبِكَ نموتُ، وإليكَ المصيرُ."
فما معنى: "اللهم بك أمسينا"؟
يُفسّر العلماء هذا الذكر بأن قول: "بك أمسينا" يعني أننا بلغنا المساء بقدرتك ومشيئتك وإرادتك يا الله، فلم يكن المساء ليأتينا ولا نحن لنبلغه إلا بإذنك، وهو شكرٌ ضمني على نعمة البقاء والحياة حتى دخول الليل.
فالمعنى يتضمن الاعتراف بأن كل ما يمرّ بنا من ليل ونهار هو من تدبير الله ورعايته، كما جاء في تتمة الذكر: "وبك نحيا، وبك نموت"، أي أن كل أحوالنا في الحياة والممات مرهونة بإرادتك وحدك.
وقد استشهد العلماء على هذا المعنى بقول الله تعالى في سورة القصص:
"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ، أَفَلَا تُبْصِرُونَ" ..القصص: 72
وفي التفسير الميسر، ورد أن الله تعالى ذكر عباده بنعمه عليهم بسؤاله : أخبروني إن جعل الله عليكم النهار دائمًا لا ينقطع إلى يوم القيامة، من إله غير الله يستطيع أن يأتيكم بليل تسكنون فيه وتستريحون؟ أفلا ترون وتتفكرون في نعم الله عليكم؟
اترك تعليق