يعتقد كثيرٌ من الناس، خاصة في الموروث الشعبي المصري، أن الإسراع بالجنازة يعني السير السريع بالجثمان نحو القبر، إلا أن الشرع الشريف يضع لهذا المصطلح معنى أعمق وأكثر دقة.
فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الإسراع بالجنازة يعني المبادرة بتجهيز الميت بعد التحقق من وفاته، وتشمل:
_الإسراع في الغُسل
_الإسراع في التكفين
_الإسراع في إنهاء الإجراءات الرسمية
_الإسراع في نقله إلى من يُصلّون عليه
_الإسراع به إلى قبره ودفنه
مع التأكيد على أن هذا الإسراع لا يُقصد به الجري أو العجلة المؤذية، بل المبادرة بوقارٍ واحترام، مع إعلام الناس بموعد الجنازة ليكثر عدد المصلين والداعين له، وهو من كرم الميت.
وقد أكدت الإفتاء أن الإسراع بالجنازة لا يكون بشدة ولا ببطء مفرط، بل بسير معتدل لا يُسبب مشقة على من يتبعها، ولا ضرر على الميت.
وفي ذلك ورد في الصحيحين عن عطاء قال:
“حضرنا مع ابن عباس جنازة ميمونة رضي الله عنها بسرف، فقال: هذه ميمونة، إذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوه، ولا تزلزلوه، وارفقوا.”
كما أُثر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في "المصنف" لابن أبي شيبة، أن والده عمر بن الخطاب أوصاه بقوله:
"إذا أنت حملتني على السرير، فامشِ بي مشيًا بين المشيين، وكُن خلف الجنازة، فإن مقدمها للملائكة وخلفها لبني آدم."
اترك تعليق