كشف تحليل جيني حديث عن أصل تطور نبات البطاطس، أحد أكثر المحاصيل الغذائية انتشارًا حول العالم. الدراسة، التي حللت أكثر من 500 شريط وراثي لأنواع البطاطس البرية والمزروعة، توصلت إلى أن البطاطس نشأت نتيجة تهجين طبيعي غير متوقع بين نبات يشبه البطاطس ونبات طماطم بري في أمريكا الجنوبية قبل نحو 9 ملايين عام.
أوضح الباحثون أن هذا التهجين الفريد أدى إلى ظهور أولى درنات البطاطس، وهي الجزء الذي نتناوله اليوم. وعلى عكس الطماطم التي نأكل ثمرتها، فإن البطاطس تُزرع من درناتها، وهي أجزاء تنمو تحت سطح التربة.
وحدّد العلماء عاملين وراثيين مهمين مسؤولين عن تكوين هذه الدرنات. وقد تبيّن أن النوعين المسؤولين عن ظهور البطاطس الحديثة ينحدران من سلف مشترك عاش قبل 14 مليون سنة، قبل أن ينفصلا ويتزاوجا لاحقًا بالصدفة في جبال الأنديز.
وقالت عالمة النبات البريطانية ساندرا ناب إن ظهور الدرنة أتاح للنباتات الجديدة التكيّف مع بيئات أكثر برودة وجفافًا، وهو ما ساعدها على الانتشار.
من جانبه، أشار الباحث الصيني تشيانغ تشانغ إلى أن هذه النتائج قد تمهد الطريق في المستقبل لتطوير أنواع هجينة جديدة تجمع بين خصائص البطاطس والطماطم، مثل إنتاج طماطم فوق الأرض ودرنات بطاطس تحتها.
وتساهم الدراسة أيضًا في توجيه الجهود لتحسين زراعة البطاطس، خاصة في مواجهة التغيرات المناخية والتحديات البيئية التي تؤثر على المحاصيل.
اترك تعليق