جون لوكا لوكا:
سعر الأونصة ستتخطى الـ ٣٠٠٠ دولار.. قبل نهاية العام

توقع الخبير الاقتصادي جون لوكا أن يواصل الذهب تألقه كأحد الأصول الاستثمارية الرئيسية خلال عام 2025، مدعومًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية عالمية، مع تأثيرات واضحة على السوق المصري.

ويشير لوكا إلى أن الذهب، الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا تقليديًا، سيحافظ على جاذبيته في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، وتذبذب أسعار الفائدة، وضعف الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى

ويؤكد أن هذه العوامل ستدفع أسعار الذهب عالميًا لتسجيل مستويات قياسية جديدة، مع توقعات بأن تتجاوز الأونصة حاجز 3000 دولار بنهاية العام

ويستند لوكا في توقعاته إلى تقارير بنوك استثمارية عالمية مرموقة، مثل جولدمان ساكس، التي ترى أن الذهب قد يصل إلى 2900 دولار للأونصة في وقت مبكر من عام 2025، مدفوعًا بزيادة الطلب من البنوك المركزية، خاصة في الصين والهند، وتدفقات قوية في صناديق الاستثمار المتداولة بعد خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

ويضيف لوكا أن السياسات الاقتصادية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بما في ذلك الزيادة المتوقعة في العجز المالي الأمريكي بنحو 4 تريليونات دولار خلال العقد المقبل، ستزيد من المخاوف بشأن استدامة الدين العام، مما يعزز جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد التضخم

ومع ذلك، يحذر لوكا من أن سياسات الاحتياطي الفيدرالي المتشددة المحتملة في أسعار الفائدة قد تمثل مخاطر على هذه التوقعات، إذ قد تؤدي إلى تقوية الدولار وتقليل الطلب على الذهب

فيما يتعلق بالسوق المصري، يرى لوكا أن أسعار الذهب ستظل مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالسعر العالمي، مع تأثير مباشر من سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري ويشير إلى أن استقرار أسعار الفائدة في مصر، كما أعلن البنك المركزي المصري مؤخرًا، سيسهم في الحفاظ على استقرار نسبي لأسعار الذهب محليًا، لكنه يتوقع ارتفاعات تدريجية مدعومة بالطلب المحلي القوي، خاصة في مواسم الأعياد والمناسبات

ويستشهد لوكا بتقرير صادر عن مؤسسة Metals Focus البريطانية، الذي يتوقع أن يتجاوز سعر الأونصة 3300 دولار عالميًا، مما سيرفع أسعار الذهب في مصر إلى مستويات غير مسبوقة، خاصة لعيار 21، الذي يُعتبر الأكثر تداولًا في السوق المحلي

ويوضح لوكا أن الذهب في مصر سيظل خيارًا استثماريًا جذابًا، لكنه ينصح المستثمرين بمراقبة التقلبات قصيرة الأجل الناتجة عن التغيرات في أسعار الفائدة العالمية والتوترات التجارية، مثل الخلافات المحتملة بين الولايات المتحدة وأوروبا

ويؤكد أن الذهب يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، خاصة في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن مشتريات البنوك المركزية، التي شهدت زيادة ملحوظة في 2024، ستستمر في دعم الأسعار

وينصح لوكا المستثمرين المصريين بالتركيز على الشراء في فترات التراجع المؤقت للأسعار، مع الاحتفاظ بالذهب كجزء من محفظة استثمارية متنوعة لتقليل المخاطر

ويختتم لوكا تصريحاته بالتأكيد على أن الذهب سيظل أداة استثمارية أساسية في 2025، سواء على المستوى العالمي أو في مصر، لكنه يدعو إلى الحذر من التقلبات الناتجة عن التغيرات الاقتصادية والسياسية السريعة.