تقتضى الحكمة أن نعلم أننا كما نرجو من الله أن يُجيب دعاءنا،أن علينا أن نُجيب دعاءه تعالى لنا؛ فالعلاقة بين العبد وربه قائمة على النداء والاستجابة، والإيمان والطاعة، والعطاء والرجاء.
وفى هذا السياق أوضح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في رده على سؤال:"كيف نُجيب دعاء الله لنا؟"
أن العلاقة بين العبد وربه تبادلية في مسألة الدعاء؛ فكما يرفع العبد يده متضرعًا إلى ربه، فإن الله عز وجل ينادي عباده إلى ما فيه حياتهم ونور قلوبهم، مستشهدًا بقوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾
[الأنفال: 24]
وبيّن الإمام الأكبر أن إجابة دعاء الله تكون بـالالتزام بشرعه، والسير على هدي رسوله، والعمل بما فيه الصلاح والخير، مشيرًا إلى أن كرم الله الواسع قد يشمل المضطرين حتى وإن كانوا من العصاة، فباب الاستجابة لا يُغلق أبدًا في وجه من طرقه صادقًا.
وفي هذا السياق، حذّر من التعجل في طلب الإجابة، مستذكرًا قول النبي ﷺ:
"يُستجاب للعبد ما لم يعجل، يقول: دعوتُ فلم يُستجب لي"
وأكد فضيلته أن التسرع أو اليأس أو انقطاع الرجاء قد يحرِم العبد من فيض الله وفضله، وأن الإيمان الحق يقتضي الرضا بقضاء الله، والتسليم له، والاستمرار في دعائه بإخلاص وثقة، مهما طال الانتظار.
وأشار إلى أن الصلوات الخمس تحفظ قلب المسلم، وتمنع تسلل وساوس الشيطان، وتبقيه في معية الله، مستشعرًا حاجته الدائمة لرحمته وتوفيقه.
اترك تعليق