هدم الإسلام كثيرًا من مُعتقدات الجاهلية التي كانت تعبث بعقول الناس، ليُقيم فيهم عقيدة التوحيد على أساسٍ من اليقين، وسكينة الإيمان، وسداد الفهم.
ومن أبرز ما أبطله الإسلام: الأوهام والخيالات المبنية على التشاؤم، ومنها ما ارتبط عند العرب بشهر "صفر"، حيث كانوا يتشاءمون بقدومه، ويعتقدون أن المصائب والفتن تقترن بأيامه، وقد يعود هذا إلى ما كان يحدث من غارات واقتتال بعد توقف الأشهر الحرم، فاختلط الواقع بالوهم، وسَرَت العقيدة الفاسدة في عقولهم.
لكن الإسلام حسم الأمر، وردَّ الأمور إلى خالقها، فكلُّ شيءٍ بتقدير الله، وكلُّ يومٍ من أيامه مبارك لمن أحسن ظنه به.
وقد جاء في الحديث الصحيح، عن النبي ﷺ أنه قال:
"لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة"
فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بالُ إبلي؟ تكونُ في الرملِ كأنَّها الظباء، فيأتي البعيرُ الأجربُ فيدخلُ بينها فيُجربُها؟
فقال: "فمَن أعْدى الأوَّلَ؟" رواه البخاري
وفي هذا الحديث نفيٌ لما كان يعتقده أهل الجاهلية في "صفر"، ودعوة إلى ترك التشاؤم، وتحقيق التوكل، والإيمان بأن الأسباب لا تنفعل إلا بإذن الله، وهو وحده مَن يُجريها أو يَسلُبها تأثيرها.
فلا صفرَ مشؤوم، ولا يومَ يُنافي الرحمة، ولا زمانَ يغلب قُدرة الله.
اترك تعليق