يُخلّ بتوازن الخلايا العصبية ..ويزيد حالات الفصام ونوبات الصرع..!!
عند متوسط درجة حرارة 38مئوية يكون الدماغ أسخن جزء في جسم الإنسان. لا تستطيع آلياته الخلوية تبريده. وفي حرّ الصيف الشديد، الذي يزداد سوءًا مع تغيّر المناخ، يتعرّض الدماغ للخطر.
ويقول الباحثون إنه مع ارتفاع درجات الحرارة تزداد نوبات الصرع وتصبح أكثر شدةً وتكرارًا في الحر.
ومع أزمة المناخ أصبحت الأرض أقل ملاءمةً للمصابين بالصرع وأمراض أخرى، كالقلب والسكري والخرف. اكتشف الباحثون أن تداعيات تغيّر المناخ وصلت إلى الدماغ البشري. وهذا يؤثر على 50مليون شخص في العالم.
لاحظ مركز FutureNeuro Research Ireland لعلوم الدماغ أن درجات الحرارة التي يستمر ارتفاعها تُفاقم الحالات العصبية مثل الصرع والفصام ومرض الزهايمر وباركنسون.
تدرس لجنة خاصة تابعة للرابطة الدولية لمكافحة الصرع (ILAE) هذه المشكلة. وهي منظمة عالمية تسعى لقياس تأثير تغير المناخ على وظائف الدماغ.
الدكتور ديفيد هينشال، رئيس اللجنة وأستاذ علم وظائف الأعضاء بالكلية الملكية للجراحين بأيرلندا، أجرى أبحاثًا حول كيفية عمل خلايا الدماغ، ونقطة انهيار المخ عند التعرض لدرجات حرارة شديدة ومتواصلة".
أظهرت أبحاثه أنه في بعض الأنواع الجينية للصرع، يُرسل الجين المسؤول عن الحالة رسائل لخلايا المخ لبناء بروتين حساس لدرجة الحرارة. فالحرارة تحفز التفاعلات الكيميائية في الخلايا، وتتفاقم النوبات الناتجة عن تفاعلات إنزيمية ضعيفة أصلًا إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة.
يقول هينشال: "تسجيل نشاط خلايا الدماغ، أثبت أنه عندما ترتفع درجة الحرارة، تتصرف خلايا الدماغ بشكل مختلف وتنشط بشكل متزامن، وهو ما يحدث أثناء النوبة". "يُسبب نشاط جميع الخلايا معًا اضطرابًا كبيرًا للدماغ. يشبه الدماغ جهاز كمبيوتر يسخن بسهولة ويتعطل، أو حتى يتوقف، ولكنه يفتقر إلى مروحة مدمجة لتبريد نفسه.
وذكر موقع ببيولار ميكانكس أن الحرارة الشديدة، بالمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، دفعت العلماء لبحث تأثير المناخ على ظهور نوبات الصرع وشدتها. ويساورهم القلق حول محفزات النوبات المحتملة، كانتشار الأمراض المعدية في المناخات الحارة والرطبة.
يقول د. سانجاي سيسوديا، الطبيب والعضو البارز بالجمعية الدولية لعلم الأعصاب (ILAE): "توجد النسبة الأكبر من المصابين بالصرع في البلدان الاستوائية بأفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، حيث ترتفع درجات الحرارة والرطوبة". وترتفع حالات الإصابة بالأمراض المعدية وصدمات الولادة هناك، وكلاهما قد يسبب الصرع. يضيف: نحن بحاجة لفهم وعلاج أعراض الصرع وغيره من الحالات التي تفاقمت بسبب الاحتباس الحراري.
اترك تعليق