مع انتشار الإنترنت واعتماد الناس على الخدمات الرقمية في حياتهم اليومية، أصبح الاحتيال الإلكتروني ظاهرة تهدد الأفراد والمؤسسات على حد سواء. فالهجمات لم تعد تقتصر على سرقة بيانات أو بطاقات بنكية، بل باتت تشمل أيضًا انتحال الهوية، إرسال روابط مزيفة، والاحتيال عبر التطبيقات ومنصات التواصل. ومع تزايد هذه التهديدات، أصبح من الضروري نشر الوعي الإلكتروني والتأكيد على أهمية الحذر الرقمي، خاصة في العالم العربي حيث يتوسع الاعتماد على الإنترنت بسرعة دون أن يُرافقه بالضرورة وعي تقني كافٍ
واحدة من الطرق التي يُستغل فيها ضعف الوعي الأمني هي التطبيقات والألعاب التي تبدو آمنة، لكنها تحتوي على برمجيات خفية تجمع بيانات المستخدم دون علمه. فمثلاً، هناك تطبيقات ترفيهية أو ألعاب مجانية قد تطلب أذونات غير مبررة مثل الوصول إلى الكاميرا أو جهات الاتصال. لكن في المقابل، هناك منصات أكثر أمانًا مثل goobet التي تُقدم ألعابًا ترفيهية بشكل منظم، وتراعي خصوصية المستخدمين. ومع إمكانية من مصادر موثوقة، تبقى تجربة المستخدم آمنة ما دام يلتزم بالإعدادات الصحيحة ولا يُشارك بياناته مع أطراف مجهولة
تتعدد أساليب الاحتيال الإلكتروني، ومنها:
الرسائل النصية أو البريدية التي تطلب منك تحديث بياناتك البنكية
المواقع المزيفة التي تشبه مواقع البنوك أو الخدمات الحكومية
الرسائل التي توهمك بجوائز وهمية أو فرص عمل مغرية
التطبيقات التي تُجبرك على دفع اشتراكات أو مشاركة بياناتك السرية
الروابط المختصرة التي تُحمّل برمجيات ضارة على جهازك
كل هذه الأساليب تعتمد على سذاجة أو قلة وعي المستخدم، لذا فإن الخطوة الأولى للحماية هي: لا تثق بأي رسالة أو رابط لم تطلبه بنفسك
غالبًا ما يكون الأطفال وكبار السن والفئات غير المتمكنة تقنيًا، هم الأكثر عرضة للاستهداف. الأطفال ينجذبون إلى الألعاب والعروض الوهمية، وكبار السن قد لا يميّزون بين المواقع الأصلية والمزيفة. ولهذا، من المهم أن يكون هناك رقابة أسرية وتوعية دائمة، مع الحرص على تثبيت تطبيقات الحماية على أجهزة جميع أفراد الأسرة
لا تشارك بياناتك البنكية أو كلمات المرور مع أي جهة عبر الإنترنت
لا تضغط على روابط مجهولة أو غير مألوفة
فعّل التحقق بخطوتين على حساباتك
حدّث التطبيقات باستمرار من متاجر رسمية فقط
راقب سجل معاملاتك البنكية دوريًا
لا تنخدع بالعروض المغرية... فمعظمها ليس إلا طُعمًا للاختراق
بدأت بعض الدول العربية بإنشاء هيئات مختصة في الأمن السيبراني، وإطلاق حملات توعية لحماية المستخدمين، لكن التحدي الأكبر يبقى في الوصول إلى كل شرائح المجتمع، خاصة في المناطق الأقل وعيًا أو الأقل وصولًا للتقنيات الحديثة. كما أن على الشركات العاملة في المجال الرقمي أن تتحمل مسؤوليتها في تأمين منصاتها وتوضيح شروط الخصوصية للمستخدمين
الوعي الإلكتروني لم يعد ترفًا، بل ضرورة يومية. تمامًا كما نحذر في الواقع من الغرباء والمواقف المريبة، يجب أن نطوّر هذا الحس في العالم الرقمي. علينا تعليم أبنائنا أن كلمة المرور مثل مفتاح البيت، وأن البيانات الشخصية ليست للمشاركة، وأن خلف كل شاشة جهة قد تكون نزيهة... أو محتالة
الاحتيال الإلكتروني لا يستهدف الأثرياء فقط، بل أي مستخدم غير واعٍ. ولأن الهجمات تصبح أكثر ذكاءً كل يوم، فإن خط الدفاع الأول هو المستخدم نفسه. كن حذرًا، كن واعيًا، وتذكّر دائمًا: في العالم الرقمي، الخطأ الصغير قد يكلّفك الكثير
اترك تعليق