من المؤكد أن الإنسان، مهما امتلك زمام أمر نفسه، فروّضها على الطاعة والصيام والقيام، فإنه يحتاج إلى معونة الله تعالى للثبات على أمر الاستقامة.
فبدون تلك الإعانة الربانية، قد يخسر الإنسان كل شيء، ولنا في قصص السابقين عبرة، ومن ذلك قصة راهب بني إسرائيل "برصيصا"، الذي تداولت قصته كتب السير.
فقد عبد الله ستين عامًا، فأغواه الشيطان فزنى بامرأة كان يُداويها، جاء بها إخوتها إليه.
فلما افتُضح أمره، قال له الشيطان – وفقًا للرواية –:
"أنا صنعتُ هذا بك، فأطعني أُنْجِكَ مما صنعتُ بك، اسجد لي سجدة!"
فسجد له، فلما سجد قال الشيطان:"إني بريءٌ منك، إني أخاف الله رب العالمين!"
والعبرة: أن من يركن إلى نفسه، فإنه مقهور لا محالة، فالقوة بالله تعالى، وهو الذي يملك قلوب العباد، ويُقلّبها كيف يشاء.
ولهذا كانت من وصايا النبي ﷺ لمعاذ بن جبل، لما تبعه صلى الله عليه وسلم، أن يتمسك بهذا الدعاء:
"اللهم أعنّي على ذِكرك، وشكرك، وحسن عبادتك"
فقد ورد بسندٍ صحيح عن معاذ بن جبل، قال:
أن رسول الله ﷺ أخذ بيده وقال: "يا معاذ، والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فأوصيك يا معاذ، لا تدعنّ في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنّي على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك."
اترك تعليق