هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أنت تسأل ودار الإفتاء تجيب

مقولة جمعة مباركة .. مستحبة ولا حرج فيها

في هذه الحالة يمكن تقديم نفقات الزواج علي إخراج الزكاة

شرود الذهن في الصلاة لا يُبطلها.. لكن الخشوع هو سِرُّ قَبُولها

طرق معرفة جواب الاستخارة متنوعة ولا يتوقف الأمر علي الرؤيا

لا يجوز العنف مع المرأة بالضرب أو غيره من وسائل الامتهان أو التحقير

لو كررت هذا الدعاء ولم تمل.. ضَمِنَ اللهُ لك الإجابةَ بما فيه خيرُك

الحاسد آثم شرعًا.. وإثمه علي قدر أذاه لمن حَسَدَهُ

ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلةُ الدكتور مجدي عاشور. أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية


*ما حكم قول الناس بعضهم لبعض جمعة مباركة أو جمعة طيبة؟.. وهل يدخل ذلك ضمن البدع المستحدثة في الدين والتي لم يرد ذكرها عن النبي صلي الله عليه وسلم؟

** هناك قاعدة فقهية. تقول إن الأصل في العادات الإباحة ما لم يرد نص بالمنع. وقولنا "جمعة مباركة". أو "جمعة طيبة" من هذه العادات. فلا حرج فيها.. وهذه العبارات كانت من باب الدعاء وهذا أفضل. فلا حرج أيضا فيها» لفضل يوم الجمعة. فقد قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم: خَيْرُ يَوْمي طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا. بل اعتبره سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عيدا. نظرا لما فيه من البركة والتجمع والنزول الخاص للملائكة. فقال عن يوم نزول آية "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ" [المائدة: 3]. قال: يوم جمعة. ويوم عرفة. وكلاهما بحمد الله لنا عيد.

فقولنا "جمعة مباركة" هي إما خبر نذكر بها غيرنا. ولا حرج في ذلك لأنه كلام صحيح. ويدخل في النصح والتذكير وهو مستحب.. وإما دعاء. يعني بارك الله جمعتك أو زادها بركة. فلا بأس بذلك أيضا بل تكون مستحبة. إذ عموم الأمر بالدعاء في القرآن الكريم يشملها» مع ما فيها من زيادة الألفة وأواصر الترابط والمحبة بين المسلمين. ولا نلتفت لمن يقول إن هذه العبارات لم يقلها الرسول صلي الله عليه وآله وسلم ولا الصحابة» إذ ليس كل ما لم يفعلوه يكون ممنوعا. وهذا منه.

* أنا شابة في مقتبل العمر ورثت عن أمي مالا ولو أخرجت زكاة المال ستقل الفلوس وقد لا أستطيع تزويج نفسي» فماذا أفعل؟

** المختار للفتوي أنه إذا كان المال المدخر المرصود لنفقات زواجك غير زائد عن حاجاتك الأصلية في تجهيز الزواج. فيمكن في هذه الحالة تقديم نفقات الزواج علي إخراج الزكاة منه» لأن الزواج سَيُعِفُكَ ويُعِفُ رَجُلًا آخر معك. أما لو كان هذا المال فوق الحاجة ويكفي لمتطلبات الزواج ويزيد. فينبغي إخراج زكاة المال عما زاد عن الحاجة إذا بلغ النصاب ومر عليه عام هجري.

وقد توسع بعض فقهاء الحنفية في مثل الحالة المسئول عنها. فضموا مع الحاجات الأصلية القائمة - التي لا تخرج الزكاة عليها- الحاجات المستقبلية أيضًا. كمن أمسك مالا أو ادخره للنفقة أو شراء مسكن أو للزواج. خاصة في زمن الغلاء كزماننا هذا.

* ذهني يشرد في صلاة الفريضة. حتي إني لا أعرف كيف أنهيتها. ماذا أفعل حتي أخشع في صلاتي؟

** شرود الذهن في الصلاة لا يُبطلها ما دام المسلم قد أتم شروطها وأركانها. ولكن الخشوع هو سِرُّ قَبُول الصلاة وسبب وجود الراحة فيها. ولذلك ينبغي علي المسلم أن يقوم بإنجاز أموره الضرورية التي تشغل باله وفكره عن الصلاة وفي أثنائها. ثم يدخل الصلاة مستحضرا عظمة الله تعالي.

والسبيل في تحقيق الخشوع أن يتدبر المصلي الآيات التي يقرؤها. وأن ينطق قراءة القرآن والأذكار التي في الصلاة بتؤدة. وعلي مهل. فذلك أدعي للخشوع فيها.

*كيف نعرف جواب صلاة الاستخارة؟

** طريقة معرفة جواب الاستخارة متنوعة. والأمر فيها قريب. فمن استخار اللهَ تعالي في أمر من الأمور ووجد انشراحَ صدره. وتوفيقَ الله تعالي» فليُقدِم عليه. ومن وجد صارفًا عنه فليتركه.. ولا يتوقف الأمر في معرفة جواب الاستخارة علي الرؤيا.

وأنصح أن يسأل الإنسان أهلَ الخبرة والأمانة في أمره أوَّلًا. ثم يصلي صلاة الاستخارة. ثم يُقْدِم علي أمره مع التوكل علي الله تعالي. فإن كان خيرًا فسيسره الله له . وإن كان شرًّا فسيصرفه الله عنه.

* هل يجوز أن يعتدي الزوج علي زوجته بالضرب؟

** المرأة مخلوق كالرجل. لها احترامها وتكريمها. وقد أطلق القرآن الكريم للإنسان. سواء أكان ذكرًا أم أنثي. فقال تعالي: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ".. ولذلك فلا يجوز الاعتداء أو العنف مع المرأة بالضرب أو غيره من وسائل الامتهان أو التحقير.. وقد جاء في الحديث الصحيح: ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّي اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ. وَلَا امْرَأَةً. وَلَا خَادِمًا. 

* هل هناك دُعَاءى لو قُلْتُه تُقْضَي حاجَتِي؟

** يقول الله تعالي: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ". فإذا كان للإنسان حاجة - مهما كانت - فَلْيَدْعُ بتذللي واضطراري ويقين بوعد الله. وخيرى له أن يفعل كما جاء في الحديث الصحيح: أنَّ رجلًا ضريرَ البَصرِ أتي النَّبيَّ صلَّي اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: ادعُ اللَّهَ أنْ يُعَافِيَني قالَ: إنْ شئتَ دعوتُ. وإن شِئتَ صبرتَ فَهوَ خيرى لَكَ. قالَ: فادعُهْ. قالَ: فأمرَهُ أن يتوضَّأَ فيُحْسِنَ وضوءَهُ ويدعوَ بِهَذا الدُّعاءِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمَّدي نبيِّ الرَّحمةِ. إنِّي توجَّهتُ بِكَ إلي ربِّي في حاجَتي هذِهِ لِتُقْضَي ليَ. اللَّهمَّ فشفِّعهُ فيَّ. قال: ففعل الرَّجُلُ فَبَرَأَ.

فافْعَلْ ذلك وكَرِّرْه ولا تَمَلَّ. فقد ضَمِنَ اللهُ لك الإجابةَ بما فيه خيرُك.

* ما حكم الحاسد في الشرع؟ وكيف نحتمي من عينه؟

** الحسد صفة مذمومة وذنب كبير. وقد بيّن القرآن الكريم أنه شَرّى. فقال تعالي "وَمِن شَرِّ حَاسِدي إِذَا حَسَدَ".. وذلك لأن الحاسد يعترض علي قضاء الله وحِكْمَتِهِ في خَلْقِه. قال عز وجل "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَي مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ".

والحاسد آثم شرعًا. وإثمه علي قدر اعتراضه علي قضاء ربه سبحانه. وعلي قدر أذاه لمن حَسَدَهُ. وعليه أن يتيقن أن قضاء الله نافذى. وأن حسده لن يجلب له خيرا» بل هو شر عليه وعلي غيره ممن يحسدهم» فليتقِ الله ولْيَرْضَ بقضائه. ويُكْثِر مِن قوله تعالي: "مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ".

وعلي الإنسان عموما حتي ولو كان محسُودًا أن يداوم علي قراءة المعوذتين صباحًا ومساءً. وكذلك قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ. مِنْ كُلِّ شَيْطَاني وَهَامَّةي. وَمِنْ كُلِّ عَيْني لامَّةي فمَن واظَب علي ذلك يُحْفَظ بإذن الله.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق