قالت م. عبير أنور من واعظات الأوقاف، إن العالم المعاصر يشهد العديد من المستجدات التي غيرت شكل المجتمعات ففي ظل التطور الإلكتروني وأصبحت شبكة الإنترنت هي مرجعية الكثيرين والتي من خلالها نفذ إلينا طوفان من الأفكار المُصدرة والتي لا تتوافق مع قيمنا الدينية والأخلاقية مما يؤدي إلى تغيير أنماط التفكير.. وليس ما يحدث محض صدفة بل هو تخطيط ممنهج لاختراق الثقافة وطمس الهوية واقتلاع الجذور وبالفعل اندمج الأبناء في الثقافات الأخرى تاركين خلفهم لغتهم العربية وعاداتهم وتقاليدهم وتلاشى الاهتمام بالتاريخ مما أدى إلى ضعف الهوية بصفة عامة.. وكما نعلم فإن طمس الهوية بمثابة هزيمة نفسية للأمة وانجذاب الجيل الصاعد بالتبعية إلى ثقافات أخرى وامتزاجه بها ومن ثم أصبح واجب الوقت التصدي لهذا الاختراق القيمي والعودة إلى الصبغة المصرية الأصيلة ولا يكون ذلك إلا بتضافر كل الجهود فيتوحد الهدف وتتنوع الأدوات.
أشارت م. عبير، إلى أن بعض المؤسسات تقوم بدور توعوي للأسرة حتى تنتبه إلى دورها الأهم وهو وقاية النشء منذ البداية من مثل هذا الاختراق والتذويب وتحصينهم منذ نعومة أظفارهم ضد الأفكار المستوردة وتنمية ثقافة الانتقاء لديهم كي يكتسبوا من الثقافات الأخرى ما هو مفيد ومتوافق مع قيمنا الدينية والأخلاقية تاركين ما في نفوسهم، وبعض المؤسسات يكون من شأنها بناء المعلم فهو حجر الزاوية في العملية التعليمية نظرا لدوره في تنشئة الطفل وإكسابه المهارات والاتجاهات الإيجابية نحو قيم المجتمع وتعزيز هويته فهو من يتسلم من الأمه رأس مالها البكر فيعده إعدادًا جيدا شاملاً ليخرج لنا مواطناً صالحاً مزداناً بالقيم الدينية والمجتمعية الأصيلة ومحصناً ضد الاختراق والتفكيك الممنهج للهويات.
لفتت م. عبير، إلى دور الإعلام التقليدي والرقمي والشديد التأثير على المناخ السائد في المجتمع فمن خلاله تتم التوعية ويتم تعزيز القيم والأخلاق الحميدة والتذكير بالعادات والتقاليد الأصيلة وإحلال الدراما الاجتماعية الآمنة محل العنف والانحرافات والعقوق، فالهوية لا تولد مع الفرد بل تُكتسب بالقدوة ونشر الوعي وبناء الفكر.
يذكر أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي - خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر- دعا إلى ضرورة وجود خطاب ديني وتعليمي وإعلامي واع، يرسخ القيم الأخلاقية والإنسانية، ويؤسس لمجتمع متماسك، قادر على مواجهة السلوكيات الدخيلة بثبات ورشد، دعوة طيبة مباركة نابعة من قيم الدين الإسلامي الذي يدعو لمكارم الأخلاق.
اترك تعليق