أبوالهيثم مالك بن التيهان الأنصاري.. كان يكره الأصنام في الجاهلية ويؤفف بها. وكان يتكلم بالتوحيد هو وأسعد بن زرارة. وكان من أول من أسلم من الأنصار. وقد قيل أنه ثالث من أسلم من يثرب.. وأحد الستة الذين قبلوا الدعوة للإسلام من النبي محمد "صلي الله عليه وسلم".. حين كان يدعو القبائل للإسلام في موسم الحج بمكة.. وقد لقب " بذي السيفين "لأنه كان يستعمل سيفين في المعارك.

كان أبوالهيثم بن التيهان في الجاهلية ممن يكسرون الأصنام. وكان يؤمن هو وأسعد بن زرارة بالتوحيد.. لذا كان من الذين آمنوا برسول الله "ص" عندما عرض عليهم الإسلام بمكة وقاموا بنشره بين أهل يثرب.
* وفي العام التالي جاء أبوالهيثم مع أثني عشر رجلا وبايعوا النبي عليه الصلاة والسلام بيعة العقبة الأولي.. وكان أول من بايعه أبوالهيثم.
* كما شهد أبوالهيثم بيعة العقبة الكبري والتي كانت حدثاً تاريخياً إسلامياً بايع فيه مجموعة من الأنصار النبي "ص" علي نصرته وسميت بذلك لأنها كانت عند منطقة العقبة بمني. وكانت هذه البيعة من مقدمات هجرة النبي "صلي الله عليه وسلم" والمسلمين إلي يثرب.
* وكان أبوالهيثم بن التيهان هو الذي أكد علي أخذ البيعة للنبي "صلي الله عليه وسلم" في قتال اليهود. وغيرهم. لأنه أثناء حديث البيعة الطويل بين النبي "ص" ومما يبايعونه.. قال أبوالهيثم : يارسول الله إن بيننا وبين اليهود حبالا وإنا قاطعوها. فهل عسيت إن فعلنا ذلك. ثم أظهرك الله أن ترجع إلي قومك وتدعنا..  فتبسم رسول الله "صلي الله عليه وسلم". ثم قال : بل الدم الدم. والهدم الهدم. أنا منكم وأنتم مني. إحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم ".. وأمرهم رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يخرجوا منهم اثني عشر نقيبا يكونون علي قومهم بما فيهم. فأخرجوا منهم النقباء. تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس.. وكان من النقباء أبوالهيثم بن التيهان عن "بني عبدالأشهل "
* ولما قدم النبي "صلي الله عليه وسلم" مهاجرا إلي المدينة كان من ضمن أعماله "صلي الله عليه وسلم" فيها بناء مسجد قباء والمسجد النبوي.. وكان أبوالهيثم "رضي الله عنه" ممن شارك في بناء المسجدين.
* وفي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار كان أبوالهيثم أخا للصحابي الجليل عثمان بن مظعون "رضي الله عنه"م جميعا.
* لم يتخلف أبوالهيثم بن التيهان عن غزوات النبي عليه الصلاة والسلام فشارك معه جميع غزواته. معركة بدر. وأحد. والخندق. ومؤتة. وحنين. وغزوة العسرة في تبوك. وغيرها من المعارك.. فنال بذلك رضا الله عنه بالمغفرة والرحمة لشهوده بدرا والحديبية.
 * قد أستخدم رسول الله "ص" أبوالهيثم "خارصا " إلي خيبر ليقدر قيمة زروعها. فخرص عليهم التمرة وذلك بعد مقتل عبدالله بن رواحة في موقعة مؤتة... وهي المهمة التي دعاه إليها الخليفة الأول أبوبكر الصديق. فاعتذر أبوالهيثم بأنه لن "يخرص " بعد النبي "صلي الله عليه وسلم".
* كانت المدينة مشهورة ببساتينها وآبارها ومائها الطيبة. وكانت الأبار محدودة بأسماء معينة من الصحابة من أهل المدينة.. وبجانب أمتلاك أبوالهيثم الكثير من النخل والأغنام وحائط أي "بستان" كبير كانت له بئر تسمي"بئر جاسوم " كانت مشهورة بطيب مائها وبرودة شرابها.. وكان كثيرا ما يزوره رسول الله "ص" في مزرعته ويشرب من مائه.
* توفي أبوالهيثم في خلافة عمر بن الخطاب سنة 20 هجرية "رضي الله عنه" وارضاه