فى طيات حديث طويل رواه الحارث بن الحارث الأشعري في صحيح الجامع أن النبي ﷺ قال:
"إنَّ اللهَ أمر يحيى بنَ زكريا بخمسِ كلماتٍ أن يعملَ بهنَّ، وأن يأمرَ بني إسرائيلَ أن يعملوا بهنَّ... منها قوله: وأمركم بذكر اللهِ كثيرًا، ومثلُ ذلك كمثلِ رجلٍ طلبه العدوُّ سراعًا في أثَرِه، فأتى حصنًا حصينًا فأحرز نفسَه فيه، وإنَّ العبدَ أحصنُ ما يكون من الشيطانِ إذا كان في ذِكرِ اللهِ تعالى."
ويُبيّن الحديث فضل ذكر الله تعالى في حماية المسلم من الشيطان، فهو حصنٌ للقلب، تلك الجوهرة التي يسعى الشيطان للسيطرة عليها وإحاطتها بالمعاصي.
ومن نصائح العلماء في هذا الباب شغل اللسان بالذكر، والمداومة عليه، فهو سوقٌ عظيمٌ لكسب الحسنات، ومن الأذكار العظيمة التي ورد فضلها في السنة النبوية:
_قول "سبحان الله"
قال النبي ﷺ: "أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة؟" فسأله سائلٌ من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة؟ قال: "يُسبّح مائة تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة، أو يُحطّ عنه ألف خطيئة."
(رواه مسلم)
_قول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"
قال النبي ﷺ: "من قالَ في يومٍ مائةَ مرَّةٍ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، كانَ لَهُ عِدلُ عشرِ رقابٍ، وَكُتِبَت لَهُ مائةُ حَسنةٍ، ومُحيَ عنهُ مائةُ سيِّئةٍ، وَكانَ لَهُ حِرزًا منَ الشَّيطانِ سائرَ يومِهِ إلى اللَّيلِ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ ممَّا أتى بِهِ، إلَّا من قالَ أكثرَ."
(متفق عليه)
_ الإكثار من الاستغفار والتهليل والتكبير، فكل ذكرٍ لله تعالى هو سببٌ لرفعة الدرجات ومغفرة الذنوب، وهو سلاحٌ يحمي العبد من وساوس الشيطان.
اترك تعليق