العبادة هي الصلة الروحية التي تربط العبد بربه، وهي الغاية التي خلق الإنسان من أجلها، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. ومن خلال العبادة، يجد المسلم الراحة النفسية والطمأنينة، ويشعر بالقرب من الله عز وجل، مما يجعله أكثر صلابة في مواجهة تحديات الحياة.
ورغم أهمية العبادة، يعاني بعض الأشخاص من فترات فتور وكسل، تجعلهم يتباطؤون في أداء العبادات أو يؤجلونها، وقد يصل الأمر إلى الإهمال والتقصير. وينشأ هذا الكسل لأسباب متعددة، منها الانشغال بالدنيا، أو ارتكاب الذنوب، أو ضعف العزيمة والإرادة. ولذلك، من المهم معرفة الطرق التي تساعد على التغلب على هذا الكسل، وتحفيز النفس على الطاعة والاجتهاد في العبادة.
ذكرت امانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية ان أفضل وسيلة لعلاج الكسل في عبادة هي تقوى الله عز وجل، فكلما ابتعدت عن الذنوب والتقصير في حقِّ الله كلما يسَّر الله لك النشاط والقرب منه؛ يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 4].
وأوضحت في فتوى نشرتها البوابة الرسمية لدار الإفتاء المصرية على الانترنت أنه يجب على من يعاني من الكسل في العبادة ان يبتعد عن التسويف والتأخير وعدم انتظار الغد لفعل ما تريده من خير؛ فالتسويف من عمل الشيطان، فإذا أردت إصلاح هذا الأمر فلتكن البداية من يومك هذا دون تأخير.
وعليك بهذا الدعاء؛ فعن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ» أخرجه البخاري في "صحيحه".
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اترك تعليق