عقد ملتقى رياض الصائمين بالجامع الأزهر اللقاء اليومي حول "أثر الإيمان والأخلاق في تحقيق الأمن المجتمعي"، وقد أشار د. أحمد همام، مدير عام الإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، في كلمته إلى أن نعمة الأمن تُعَدُّ من أجل النعم التي منحها الله للبشرية، حيث تسعى الشريعة الإسلامية من خلال الأمن إلى الحفاظ على الأرواح والأموال والأعراض.
وأكد د. همام على أهمية الأمن المجتمعي، مشيرًا إلى أن الإسلام دعا إلى حفظ الأمن حتى لغير المسلمين، مستشهدًا بالآية الكريمة: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
كما تناول مدير عام الإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية، مقومات الأمن في الإسلام، مثل إصلاح العقيدة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاستقرار والتكافل المجتمعي.
من جانبه أوضح الشيخ كريم أبو زيد، منسق وحدة كتب التراث بالجامع الأزهر، أن الإسلام يُعتبر من أكثر الأديان التزامًا بتهذيب النفس وتقويم السلوك البشري، فالإيمان والأخلاق ليسا مجرد جزء من النظام العام، بل هما جوهر الإسلام وروحه المتجددة، كما أن الإيمان الصادق هو المحرك الذي يوجه الإنسان نحو الأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة؛ فلا وجود لأخلاق حقيقية دون إيمان، ولا يمكن أن يتحلى الفرد بالأخلاق الفاضلة دون أن يترجم إيمانه إلى سلوكيات حسنة.
وأضاف: تعتبر الأخلاق الأساس الذي تبنى عليه المجتمعات، وهي السبب الرئيسي في إنسانيتها وتقدمها، فمجتمع بلا إيمان يشبه غابة بلا أخلاق، حيث البقاء للأقوى، وليس للأصلح أو الأعلم، مما يهدد حقوق الضعفاء واليتامى والمحتاجين، وقد أكد الإسلام على التحلي بمكارم الأخلاق، التي بُعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتممها؛ "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، كما أن الإيمان بوجود الله وعلمه الواسع وقدرته العظيمة، بالإضافة إلى الإيمان بعقابه وحسابه، يُعزز من تقويم سلوك الفرد ويجعله واعيًا لمراقبة الله في كل أفعاله.
وفي ختام اللقاء أكد منسق وحدة كتب التراث، على أن غياب الإيمان يؤدي إلى انحطاط أخلاقي ويهدد استقرار المجتمعات، حيث أن الفضائل والأخلاق تعد أساسًا لمجتمع آمن ومستقر
اترك تعليق