"الاعتدال "هو أحد السنن الربانية الضامنة "للعدل,والاستقرار,والتنميةالمُستدامة التى تؤدى إلى نهضة المُجتمعات "
وميزان الاعتدال النصوص التشريعية والعقل الصحيح والمنطق فما وافق الشرع لا يعدُ غلوا بشرط ألا يكون نتاج فهماً مغلوطاً
والاعتدال سنة ربانية جعلها الله تعالى فى الكون نجدها فى النظام المتوازن لحركة الاجرام السماوية وفى قوى الطبيعة بين الجاذبية والضغط الجوى على سبيل المثال
وقد سنها المولى عز وجل كمنهج حياة للأنسان فى سلوكه وتعامله مع نفسه ووقته والاخرين فهى كالملح للطعام
فهى سُنَّة تُعبِّر عن التوازن والوسطية في سلوك الأفراد والمجتمعات، مما يؤدي إلى الاستقرار والازدهار في المقابل، يؤدي الإخلال بهذا التوازن إلى الفوضى والتدهور.
وتُعد شخصية النبى صل الله عليه وسلم المثلُ الابرز فى تجسيد الشخصية المُعتدلة فى أخلاقه وسماته وأفعاله فكان قوى شُجاع اذا تطلب الامر حليماً رحيما فى غير ضعف وكان كريماً بعيداً عن التبذير
ومن آفات المُجتمعات والظواهر الكاشفة على غياب سنة الاعتدال بعض الظواهر الاجتماعية مثل الطلاق والتفكك الاسرى إذا غاب الاعتدال والموازنة بين الحقوق والواجبات فى الاسرة وكذلك تهديد السلم الاجتماعى فى حال التطرف والغلو وعلى المستوى السياسى استمرار حمل الاحداث والوقائع على صفة المؤامرة وتنسحبُ اضرارُ اختفاء سنة الاعتدال على الصحة النفسية والاقتصادية وغيرها فى كل تفصيلات المُجتمعات
ومن الآيات القرآن والاحاديث النبوية التى تُشير إلى سنة الاعتدال فى المُجتمعات
سورة البقرة، الآية 143:" وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ "
هذه الآية تشير إلى أن الله جعل الأمة الإسلامية أمة وسطًا، أي معتدلة ومتوازنة، لتكون قدوة للأمم الأخرى.
سورة الإسراء، الآية 29: وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا ﴾ هذه الآية تحث على الاعتدال في الإنفاق، فلا يكون الإنسان بخيلًا ولا مسرفًا.
سورة الفرقان، الآية 67:﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ﴾ تصف هذه الآية عباد الرحمن بأنهم معتدلون في إنفاقهم، فلا إسراف ولا تقتير.
الأحاديث النبوية:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:
"كان رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُفطِرُ مِن الشَّهرِ حتَّى نَظُنَّ أن لا يصومَ منه، ويصومُ حتَّى نظُنَّ أن لا يُفطِرَ منه شيئًا، وكان لا تشاءُ أن تراه من اللَّيلِ مُصَلِّيًا إلَّا رأيتَه، ولا نائمًا إلَّا رأيتَه" هذا الحديث يبرز توازن النبي ﷺ في العبادة، فلا إفراط ولا تفريط.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال:
"كان عبدُ اللَّهِ يُذَكِّرُ النَّاسَ في كُلِّ خميسٍ، فقال له رجُلٌ: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، لوَدِدْتُ أنَّك ذكَّرْتَنا كُلَّ يومٍ؟ قال: أمَا إنَّه يمنعُني من ذلك أني أكرَهُ أن أُمِلَّكم، وإنِّي أتخَوَّلُكم بالموعظةِ كما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتخَوَّلُنا بها مخافةَ السَّآمةِ علينا" يشير هذا الحديث إلى مراعاة النبي ﷺ لحال الناس وتجنب المبالغة في الموعظة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
"بينا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُبُ إذا هو برجُلٍ قائمٍ، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيلَ، نذَرَ أن يقومَ ولا يقعُدَ، ولا يَستَظِلَّ، ولا يتكَلَّمَ، ويصومَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مُرْه فلْيتكَلَّمْ ولْيَستظِلَّ ولْيَقعُدْ، وليُتِمَّ صومَه" في هذا الحديث، يوجه النبي ﷺ إلى الاعتدال في العبادة وتجنب التشدد.
"2" سُنة "التداول" يُستقرء بها ميكانيكية حركة المُجتمعات
التدافع أحد السنن الربانية فى المُجتمعات تضمن دمغُ الباطل
اترك تعليق