هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

كيف يكون الصوم مقبولاً؟

حفظ اللسان من الغيبة والنميمة .. كثرة الاستغفار .. إعلان التوبة النصوح 

المصالحة مع النفس والغير .. نبذ الفتن والحقد وتغليب قيمة التسامح
 
 ساعات ويبدأ شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. ليمنح المسلمين فرصة ذهبية لنيل رضا الله سبحانه وتعالي فهو مصدر الرحمات ورفع الدرجات ومحو السيئات واكتساب الحسنات.. وفي الشهر الكريم يتربي المسلم علي قوة الإرادة ويتمرس علي الصبر الجميل ويتمكن من السيطرة علي نفسه والانتصار علي شهواته.


السؤال.. كيف يستقبل المسلمون الشهر الكريم؟

يقول د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر إن رمضان موسم الانتصارات وشهر النفحات فيجب علي الإنسان أن يعد نفسه ليستفيد من نفحات الله في هذه الأيام المباركة حيث قال صلي الله عليه وسلم "إن لربكم في أيام دهركم نفحات. فتعرضوا لها لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدا".. ورمضان هو سوق للخيرات وعلي الإنسان أن يعد نفسه بأن يخرج من هذا الشهر مغفورا له بإذن الله.. كما أنه يدعو ربه أن يبلغه إياه حيث كان من دعاء النبي "صلي الله عليه وسلم" "اللهم بلغنا رمضان" فإن الله يضاعف فيه الحسنات ويغفر فيه السيئات.

لذلك يجب علي المؤمن أولا أن ينوي الصيام مجردا لله سبحانه وتعالي فلا يكون مظهرا بالامتناع عن المأكل والمشرب والشهوات فحسب وإنما جوهر يحفظ لسانه من القيل والقال والغيبة والنميمة ويحفظ جوارحه من النظر إلي المحرمات ويلهج لسانه بذكر الله سبحانه وتعالي حتي يذكره الله "اذكروني أذكركم" وأن يكثر من الاستغفار والتوبة النصوح والإنابة إلي الله وأن يعلم بأن الغيبة والنميمة وقول الزور لا تتساوي مع الامتناع عن المأكل والمشرب فيجب عليه الإقلاع عن هذه الأشياء الذميمة يقول رسول الله "صلي الله عليه وسلم" "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".. كما عليه أن يكثر من قراءة القرآن ويحيي الليل بالقيام وإطعام الصائمين ولو بشطر تمرة أو قليل من لبن أو بكوب ماء.. فمن أطعم صائما فله مثل أجره ولا ينقص من أجر الصائم شيء.. وأن يتصالح مع نفسه والغير وينبذ الفتن والحقد ويغلب قيمة التسامح في قلبه.

أكد د. طه أنه يجب أن يكون الصيام حافزا للمسلم علي إنجاز الأعمال وعدم التكاسل.. فرمضان شهر حركة وعمل لا شهر نوم وكسل.. فمعظم الإنجازات الإسلامية علي مدار التاريخ حدثت في شهر رمضان بدءا من غزوة بدر وانتهاء بانتصارات السادس من أكتوبر.
 
موسم الجود الإلهي

د. دياب فتحي دياب من علماء الأزهر الشريف وخبير التنمية البشرية يري أن الأزمنة الفاضلة من أنسب أوقات الجد والاجتهاد في الطاعة. وشهر رمضان من مواسم الجود الإلهي العميم. حيث تُعْتَق الرقاب من النار. وتوزع الجوائز الربانية علي الأصفياء والمجتهدين. الكون كله يستعد لاستقبال شهر رمضان. أبواب الجنة تفتح وأبواب النار تغلق. فأولي بالإنسان الضعيف أن يستعد لاغتنام هذا الشهر بالذكر والقرآن والقيام والصدقات .

لقد صامت أمتنا دهورًا. ولم يزدها الصيام قربا من ربها. لقد صار رمضان موسمًا مفرّغًا من مضمونه مجردًا من حقائقه. بل صار ميدانًا للهو والملذات عند بعض المسلمين. ولو تجهزت الأمة لهذا الشهر الفضيل وأعدت له عدته. وشمر الناس جميعًا سواعد الجد في الطاعة لرأينا أمة جديدة متقدمة ذات همة وثابة إلي الطاعات.

أضاف أنه قد يضعف لدينا الإيمان فنحتاج إلي السير في طريق الآخرة حتي تتواثب الأشواق في القلوب لنحصل المغفرة في شهر المغفرة والرحمة. ونحن في استقبال رمضان لابد من بعث الشوق إلي الله في القلوب» فقد كان من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم في صلاته: "وأسألك الرضا بالقضاء وبرد العيش بعد الموت ولذة النظر إلي وجهك والشوق إلي لقائك.." ينبغي مضاعفة هذا الشوق قبل شهر رمضان لتُضاعف الجهد فيه. وهذا الشوق نوع من أنواع الوقود الإيماني الذي يُحفّز علي الطاعة. فبه يذوق المتعبد طعم الصيام والقيام .

أشار إلي أنه ينبغي أن نستقبل شهر رمضان بمعرفة فضائله وأسراره. وبالتمرن علي الهمة العالية والعزيمة الوثابة في الطاعات.

قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه. ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.. وينبغي لمستقبل رمضان أن يترك أهل اللهو والغفلة. وأن يصحب ذوي الهمم في الطاعات. وأن يحاسب نفسه كل يوم فإن المؤمن يري ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يري ذنوبه كذباب مر علي أنفه فقال به هكذا. وأن يعلم أن حلاوة الطاعة ملاكها في جمع القلب علي حب الله. فإذا ذاقت الهمة طعم هذا الجمع تضاعف اشتياق صاحبها وتخلي عن الرذائل.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق