رئيس مجلس الإدارة
طارق لطفى
رئيس التحرير
أحمد سليمان
من نعم الله
تعاقب الليل والنهار
تضمن القرآن الكريم إشارات حول بعض القضايا والسنن الكونية. وهي بمثابة حوافز للعقل البشري. وشواهد علي أن القرآن الكريم كلام الله. وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد "فصلت:42".
من هذه الإشارات ما ذكره القرآن الكريم عن ظاهرة تعاقب الليل والنهار» فعندما نستعرض آيات تعاقب الليل والنهار في كتاب الله. نجدها قد ذُكِرت في اثنين وعشرين موضعاً. وغالباً ما قُرِنت هذه الآيات بطلب من الله تعالي للتفكر فيها. وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم بخصوص الآيات التي ذُكِر فيها تعاقب الليل والنهار في سورة آل عمران: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها "إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار" آل عمران:190.
وظاهر الآيات المتعلقة باختلاف الليل والنهار لا يعطينا حقيقة علمية صريحة. حتي نقارنها بما توصل إليه العلم الحديث» ولكنها تلفت نظر البشرية إلي أنه لابد من التمعن والتفكر والتمحيص والبحث وراء مكونات هذه الآيات. فالناظر في هذه الآيات يري أنها تشير في موضوعين إلي ظاهرتين متصلتين ومنفصلتين في قضية تعاقب الليل والنهار. وأن بينهما علاقة لابد من إيجادها. وهذان الموضوعان هما: الأول اختلاف الليل والنهار بمعني أن هذا يجيء. ثم يذهب. ويخلفه الآخر. ويعقبه. ولا يتأخر عنه لحظة. وأيضاً ثمة إعجال في الاتصال بينهما.. والثاني أن النهار والليل يزيدان وينقصان في الزمن علي حساب بعضهما فتارة يطول الليل. ويقصر النهار. كما في الشتاء. وتارة يطول النهار. ويقصر الليل. كما في الصيف.. ومعلوم أن مصدر ضوء النهار هو الشمس. والليل يعم أجزاءً من الأرض عند غيابها. والملاحظ بالعين أن الشمس تشرق من الشرق. وتتحرك في السماء حتي تغرب من جهة الغرب علي شكل قوسي. وهو جزء من مسار دائري.
وهذا التعاقب في الليل والنهار ينتج عن حركة دائرية. علي مدار السنة. أي أثناء تعاقب الفصول الأربعة. وهذا الاختلاف يحدث ويختلف من بقعة إلي أخري علي الكرة الأرضية. أي أن تعاقب الفصول الأربعة خلال العام. يؤثر علي كليّ من طول الليل والنهار. والعكس صحيح.. والتي تحدث نتيجة ميلان أشعة الشمس علي الكرة الأرضية حيث إن بُعد الأرض عن الشمس ثابت بنسبة تصل 99.99%.
ولقد ثبت علميا أن الأرض تدور حول نفسها بسرعة معينة لإحداث اختلاف الليل والنهار.. وتدور حول الشمس بسرعة مختلفة لإحداث الفصول الأربعة. وطول وقصر الليل والنهار. ولكن بشرط أن يكون مستوي الفلك "المدار" الذي تدور فيه الأرض حول الشمس يصنع زاوية مع دائرة الاستواء الأرضي.
اترك تعليق