قال الدكتور علي جمعة_المفتي الأسبق_أن حمد الله تعالى وشكره على نعمه قد يكون باللسان، وقد يكون بالجنان، وقد يكون بالأركان.
فَمِنْ حمد اللسان: الذكر بصريح الحمد (الحمد لله) وَمِنْ حمد اللسان: أن تنزهه، وأن تطهره، كما طهرته بالماء في الوضوء؛ استعدادًا لمناجاة الله، وكما طهرته بالسواك، تطييبًا له؛ استعدادًا لملاقاة الله في الصلاة،والحمد قد يكون أيضًا بالجنان؛ فالقلب يشكر ربه.
أوضح د.جمعة أنه من وسائل هذا الشكر أن يتعلق قلبك بالمسجد؛ شوقًا إلى الصلاة:«ورجلٌ قد تعلق قلبه بالمساجد» والمساجد هنا هي مواطن السجود، وليست فقط الجوامع؛فقلبه معلقٌ بصلاة الظهر، ينتظرها ليصليها في وقتها، فإن انتهت تعلق قلبه بالعصر، ثم تعلق قلبه بالمغرب، تعلق قلبه بمواطن السجود؛ شوقًا لله.
تابع المفتي الأسبق:الحمد قد يكون بالأركان، وفي ذلك يقول سيدنا رسول الله ﷺ شيئًا غريبًا، يقول: «مَنْ لم يشكر الناس، لا يشكر الله» وكأنه يأمرك أن تشكر الناس على ما قدموه من معروف؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا أجرى المعروف على يد أخيك إليك، فكأنه أمرك أن تقول له: "جزاك الله خيرًا".
«وَمَنْ قال لأخيه: جزاك الله خيرًا، فقد أبلغ له في الثناء»فإذا أنكرت عليه المعروف، فكأنك أنكرت على الله سبحانه وتعالى إجراء ذلك المعروف على يديه.
فمن تنكر إجراء المعروف على يد أخيك إليك، كأنه كذب بل يجب عليك أن تشكر مَنْ أجرى الله المعروف على يديه؛ اعترافًا بفضل الله أنه خَصَّهُ بذلك،فإن أنكرت، فأنت تتكلم عن حسد، عن حقد، عن غيرة، وهي قلة ديانة.
عزّز د.جمعة حديث مؤكدًا إن الحامد، لا يبلغ مبلغ الكمال، إِلَّا إذا شكر الناس فالحامدون لا يتم حمدهم لله رب العالمين إِلَّا إذا شكروا أهل المعروف من البشر.
اترك تعليق