الهدى بمقصوده خلق الايمان فى القلب تفرد به المولى عز وجل فقال " أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ " البقرة: 5
وقال جل شأنه "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" القصص: 56
وقد بين العُلماء انه ليس للرسول صل الله عليه وسلم من الهداية شئ وانما عليه البيان والبلاغ والدلالة اليها وعدم الاكراه عليها
واستدلوا على ذلك بالتوجيه الالهى لنبيه صل الله عليه وسلم فى قوله جل شأنه " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" يونس: 99
وفى هذا الشأن اوضح الدكتور عطية لاشين استاذ الفقه المُقارن بجامعة الازهر الشريف_الفرق بين هدايه الدلاله وهدايه المعونه
واشار الى ان "هداية الدلالة" هي للمؤمن وللكافر، ويدل الله الجميع على المنهج، ويريهم آياته، وتبلغ الرسل منهج السماء الذي يوضح الطريق إلى رضاء الله والطريق إلى سخطه وعذابه.
اما "هدايه المعونه" تكون لمن آمن بالله ودخل في مشيئته .
ولفت الى ان من يرفض هداية الدلالة من الله، فالله لا يعطيه هداية المعونة، لأن الكفر قد سبق من العبد. وكذلك الظلم والفسق، فيكون قد منع نفسه هداية المعونة بارتكابه لتلك الآثام.
ولذلك يقول الحق سبحاه وتعالى
_"وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"التوبة آية: ٣٧
_ "وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" ١٩ التوبة
_ "وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"١٤ التوبة
وافاد ان الذين الذين قدَّموا الكفر والظلم والفسوق، منعوا عن أنفسهم هداية المعونة التي قال الحق عنها "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ"
سورة محمد: 17
اترك تعليق