كتب-يسري حسان:

تلعب وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة، دورا مهما في نشر العمل الثقافي في أقاليم مصر كافة، كما تحرص الهيئة، من خلال إداراتها المختلفة، على الاهتمام بالمناطق الشعبية، وكذلك المناطق البديلة للعشوائيات، إدراكا منها لحاجة هؤلاء المواطنين إلى الأنشطة الثقافية والفنية، لتطوير وعيهم، وإحداث نقلة نوعية في مستويات تفكيرهم، وجعلهم أكثر وعيا واستنارة.

الدور الذي تلعبه الهيئة تحديدا في المناطق بديلة العشوائيات، هو دور وطني بامتياز، يجب الالتفات إليه، وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي له، فسكان هذه المناطق البديلة حرموا طويلا، نظرا لظروفهم المادية والاجتماعية، من تلقي الأعمال الفنية والثقافية، ومن ثم تقوم الهيئة بتكثيف أنشطتها في هذه المناطق، وتهتم بصفة خاصة بالأنشطة الموجهة للطفل، إيمانا منها بأن من شب على شيء شاب عليه، فهي تعمل على تأهيل هؤلاء الأطفال ثقافيا وفكريا، الأمر الذي سينعكس بالتأكيد على مستقبل الوطن.
دعتني الدكتورة جيهان حسن، مدير عام ثقافة الطفل، والمشرف العام على المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة-الإسكان البديل، ومعي المخرج أحمد خليفة، في حضور رئيس جهاز" معا" المهندس إيهاب محمد، لمشاهدة عرض مسرحي يقدمه أطفال مدينة" معا" بعنوان" بندقة وسمسمة" عن قصة" اللصان والسيدة العجوز" تأليف الشاعر أحمد سويلم، فكرة نور الدين حسني وسامح عبد العزيز، إدارة مسرحية هاني فؤاد، رضوان علي، إعداد موسيقي وليد سعد، مساعد مخرج يارا أحمد، إعداد وديكور وإخراج إبراهيم عبد المنعم.
الحق أن الجهد الذي بذله المخرج في تدريب مجموعة الأطفال المشاركين في العرض المسرحي، يستحق الثناء والتقدير، فهم مجموعة من الأطفال، لا يقفون على خشبة المسرح لأول مرة فحسب، بل إن معظمهم لم يكن يعرف شيئا عن المسرح، وربما لم يمر على مسرح في حياته، فأن يدربهم ويؤهلهم لتقديم عرض مسرحي، فهذا في حد ذاته إنجاز مهم.
ويستحق هؤلاء الأطفال أن نذكر أسماءهم جميعا، وهم: علي حسن علي، ملك مراد، يوسف محمود، بسمة عبد العظيم، بسنت عبد العظيم، إبراهيم طارق، تالين محمد، لوجينا كامل، جنى رمضان، جنى شريف، حنين لطفي، مي أكرم، جنا أحمد، سلمى علي، فارس عمر، عمر محمد، أحمد أشرف.
اللافت للنظر هو حضور أولياء أمور هؤلاء الأطفال لمشاهدة العرض المسرحي، وتشجيع أطفالهم، وقد شاهدت الفرحة في عيونهم، وهم يشاهدون أبناءهم، لأول مرة، في عرض مسرحي تقدمه مؤسسة ثقافية كبيرة ومهمة.
تستحق الدكتورة جيهان حسن، مدير عام ثقافة الطفل، المشرف على المشروع، كل التقدير والتحية والدعم، لأن ما تقوم به ليس مجرد ممارسة لوظيفتها فحسب، بل هو أيضا إيمان بالفكرة، ورغبة في تقديم شيء مفيد ومهم للوطن، يسهم في تقدمه ورفعة شأنه، كما تستحق هذه الفرقة ومخرجها إبراهيم عبد المنعم، كل الدعم، المادي والمعنوي، من رئيس الهيئة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، فهم يعملون بأبسط الإمكانات، وفي حاجة إلى مزيد من الدعم والاهتمام، سواء من حيث الديكورات أو الملابس أو غيرها، أو من حيث تخصيص مكافآت، ولو بسيطة، لهؤلاء الأطفال، حتى يتم جذب المزيد منهم إلى العمل الثقافي، وهو ما تحتاجه بالفعل هذه المنطقة، وكذلك المناطق المشابهة.

Previous Next