حادثة "يا سارية الجبل" هي حادثة تاريخية ضمن التراث الإسلامي عن القدرة علي التخاطر حدثت للصحابي سارية بن زنيم الدؤلي الكناني ببلاد فارس في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. ويروي المؤرخون المسلمون أن الحادثة وقعت حوالي عام 645 ميلادية 23هـ حيث كان سارية أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد فارس وبينما كان يقاتل المشركين علي أبواب نهاوند تكاثر عليه الأعداء. وفي نفس اليوم. كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة علي منبر رسول الله في المدينة. فإذا بعمر ينادي بأعلي صوته أثناء خطبته: "يا سارية الجبل. الجبل. من استرعي الذئب الغنم فقد ظلم".
وبعد انتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر بن الخطاب وسألوه عن هذا الكلام فقال: "والله ما ألقيت له بالاً. شيءى أتي علي لساني".. ثم قالوا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكان حاضراً: "ما هذا الذي يقوله أمير المؤمنين؟ وأين سارية منّا الآن؟".. فقال: "ويحكم! دعوا عمر فإنه ما دخل في أمر إلا خرج منه".
ثم ما لبث أن تبينت القصة فيما بعد. فقد قدم سارية علي عمر في المدينة فقال: "يا أمير المؤمنين. تكاثر العدو علي جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم. فسمعت صوتاً ينادي: "يا سارية الجبل. الجبل. من استرعي الذئب الغنم فقد ظلم". عندئذ التجأت بأصحابي إلي سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش. وواجهنا الفرس من جهة واحدة. فما كانت إلا ساعة حتي فتح الله علينا وانتصرنا عليهم".
ومن المتعارف عليه أن هناك ضريح في مصر هو ضريح ومسجد سارية الجبل» ولكن لم تذكر الروايات التاريخية في أغلبها قصة هذا الضريح وعلاقته بسارية الجبل إلا أن بعض المؤرخين ذكروا علي استحياء أن سارية الجبل جاء إلي مصر ودفن فيها. وما يؤكد ذلك أن ابن جرير قال إن مكان دفن سارية الجبل في سفح المقطم بالقاهرة.
اترك تعليق