هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

ذكريات النصر..يرويها أبطال المعركة

نصر أكتوبر العظيم عام 1973 تاريخ سطره رجال الجيش المصري بدمائهم حين خاضوا معركة شرسة واجهوا فيها العدو الإسرائيلي المغتصب وحطموا خط بارليف الحصين وعبروا قناة السويس وحطموا معه أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.


هذا العام تحل الذكري 51 لمعركة العزة والكرامة التي أصبحت من أهم الحروب التي تدرس في جميع الكليات العسكرية في العالم بعد أن لقنت القوات المسلحة المصرية العدو الاسرائيلي درسا لا ينسي واستعادت أرض سيناء الحبيبة لأحضان الوطن.

"الجمهورية أون لاين" التقت بعدد من أبطال حرب أكتوبر واستمعت لذكرياتهم الخالدة في الأذهان عن معركة النصر.

بطل سلاح الصاعقة.. اللواء محي نوح:

طلبت من السادات عدم الاستجابة لوقف إطلاق النار

الرئيس الراحل أكد أننا لن نتوقف حتي نستعيد أرضنا

هاجمنا محطة بترول بلاعيم صباح يوم المعركة.. لتكون أول طلقة مصرية في عمق إسرائيل

كل إصابة وسام شرف أضعه علي صدري

اللواء محي نوح واحد من أبرز القيادات بسلاح الصاعقة بحرب أكتوبر 73. ومن مؤسسي الكتيبة 103 صاعقة. شارك في العديد من العمليات الحربية والمعارك الحاسمة خلال حرب أكتوبر 73 التي سطّر فيها أروع ملاحم البطولة والفداء. فشارك في حرب اليمن وحرب يونيو 67 ومعركة رأس العش قام مع المجموعة 39 قتال بعمليات حربية من إغارات وكمائن وزرع ألغام وقذف صواريخ بمواقع العدو بالضفة الشرقية للقناة منذ عام 1967 حتي حرب أكتوبر 73.
يروي اللواء محي نوح أبرز ذكرياته عن معركة النصر وكأنها بالأمس فيقول: هزيمة يونيو والتخبط وتضارب المعلومات وعدم فهمنا لما يحدث كان أمرا قاسيا علينا وهو ما جعلنا نتلهف لرد الاعتبار والثأر وكانت معركة رأس العش جنوب بور فؤاد أولي هذه المعارك التي استعدنا بها ثقتنا في أنفسنا وتوالت العمليات حتي تحقق النصر الكامل في معركة 6 أكتوبر 73. بعد عدة عمليات ناجحة للمجموعة 39 قتال زار الرئيس محمد أنور السادات الكتيبة عقب توليه الحكم في 71 وكرم جميع أفرادها ومنحهم وسام الجمهورية وحدثنا عن الموقف وقتذاك من جميع النواحي والناحية العسكرية وكان قد تم وقف إطلاق النار طبقا لمبادرة روجرز. وفي هذا اللقاء طلبت من الرئيس عدم الاستجابة لوقف إطلاق النار حتي لا يلتقط العدو أنفاسه فرد عليا ¢يا ابني يا محي لن نتوقف حتي نستعيد أرضنا المغتصبة".
تابع اللواء محي نوح بطل قوات الصاعقة المصرية: منذ بداية الحرب تم تكليف رجال مجموعة الصاعقة بعمليات في عمق العدو كان الغرض منها تشتيت انتباهه وتدمير مستودعات البترول لديه لحرمانه من الوقود اللازم لإدارة عجلة الحرب وتلغيم الطرق والمدقات وتدمير مخازن ذخيرته وتعطيل احتياطاته. فظلت المجموعة تقاتل علي أرض سيناء منذ اللحظة الأولي للعمليات في السادس من أكتوبر 73 وحتي نوفمبر من العام نفسه ضاربين في كل اتجاه من القنطرة حتي العريش ومن شرم الشيخ حتي رأس نصراني وسانت كاترين وممرات متلة بواقع ضربتين إلي ثلاث في اليوم الواحد بإيقاع أذهل الاستخبارات الاسرائيلية وهاجمنا محطة بترول بلاعيم صباح السادس من أكتوبر لتكون أول طلقة مصرية في عمق إسرائيل. تلتها رأس محمد وشرم الشيخ في الثامن من أكتوبر وتوالت الهجمات علي شرم الشيخ في التاسع من أكتوبر ثم مطار الطور في العاشر من أكتوبر وقتلنا كل الطيارين الإسرائيليين في المطار وعودنا لندك مطار الطور في يوم 14 و 15 و 16 أكتوبر وكانت للهجمات علي آبار البترول أثرا قويا في تشتيت دقة تصوير طائرات التجسس والأقمار الصناعية والأمريكية.
اختتم بطل سلاح الصاعقة: رغم تعرضي ورفاقي للعديد من الإصابات. ولكنها لم تثنينا عن مواصلة القتال. وكنت أري في كل إصابة وسام شرف أضعه علي صدري. وشعور بالفخر لأنني أسهمت بدمائي في تحرير أرض بلادي.

صاحب أشهر علامة نصر المقاتل محمد طه:

أنهينا أسطورة الجيش الإسرائيلي في 6 ساعات

حملت زميلي مبتور القدم وسبحت به في القناة لإنقاذ حياته

صورة علامة النصر.. كانت رسالة بأن سيناء في أحضان الجيش المصري

مجند بسيط في الجيش المصري. وليس ضابطاً أو قائداً عسكرياً ترك عروسه بعد أيام من زواجه وضحي بعمله مدرسا بأحد المدارس وذهب ليلتحق بصفوف الجيش فهو يأبي أن تقوم حرب الكرامة بعد 67 ولا يكون واحدا من الأبطال لأخذ الثأر... المجند مقاتل محمد طه يعقوب صاحب علامة النصر الشهيرة في حرب أكتوبر 73 قال لـ "الجمهورية أون لاين" ترددت علي منطقة التجنيد أكثر من ثلاث مرات كي أنضم إلي صفوف الجيش وعندما تكررت رؤيتي من قبل قائد المنطقة قال ": أجمل كلمة وقعت علي مسامعي وارتديت البدلة العسكرية وغمرتني الفرحة وتملكني الفخر.
تابع: كنا نتدرب علي الحرب تدريبات شاقة بعد ان انتقلت من منطقة التأهيل وكنا نستعد لخوض معركة شرسة مع العدو كي نثأر بعد 67 وكنا لا نعلم متي ساعة الصفر. وجاءت الأوامر قبل الضربة الأولي بـ15 دقيقة فقط وكلمة "أعبر " من القيادة كانت البداية هزت ارواحنا وانطلقنا نثأر من العدو وخضنا معركة النصر في 6 ساعات حطمنا فيها أسطورة الجيش الذي لايقهر وأصبحت حرب أكتوبر 73 درسا مهما وأساسيا في جميع الكتب تدرس في كل الكليات العسكرية حول العالم.
استكمل البطل صاحب علامة النصر: من ضمن ذكريات الحرب التي لا تنسي جاءتنا الأوامر باحتلال جبل المر قرب عيون موسي وكنا في منتهي الفرحة ورغم أن هذا الجبل كان محصنا بشكل هائل من الجانب الإسرائيلي لكن عزيمة الجند المصري تقهر كل مستحيل فتمكنا من اعتلاء الجبل وسط الضربات القوية والغارات الكثيفة من الطائرات الاسرائيلية علينا وامتلكنا كل شبر في الجبل وكان قائدنا "الفتح كريم" يحارب معنا ولم يكن يعتبر نفسه قائد ولذلك سمي جبل المر علي اسمه "الفتح كريم" واستشهد منا الكثير في هذه المهمة ولم ننس أبدا مشاهد وقت الحصار الذي دام علينا أكثر من 134 يوما بعد المعركة الاساسية في يوم 6 اكتوبر. فكنا نحفر في الأرض حفرة في حجم الفرد الواحد نحتمي بها وقت الغارات الاسرائيلية الشرسة وفي إحدي الغارات هرعنا إلي تلك الحفر ولكن بعد انتهائها تفاجأت بأكثر من ثلاثة  جنود فوقي في نفس الحفرة وعندما خرجت وجدت كل وجهي ولبسي ملطخ بالدماء نتيجه لاستشهاد من كانوا فوقي.
وتابع: مكثنا 134 يوما تحت الحصار انقطعت عنا الامدادات منها الطعام والشراب ولم يكن أمامنا سبيل إلا أن نحيا فأكلنا أوراق الشجر الخضراء وقمنا باصطياد الفئران والثعابين من الصحراء والجبال سلخنا جلودها ولا يعنينا طعمها في فمنا ما يعنينا هو أن نستمر علي قيد الحياة دون استسلام للعدو وكنا نذهب قرب تمركزاتهم لنحضر الماء من قرب عيون موسي التي كانت تبعد عنا حوالي 2 كيلو متر وقريبة من الاسرائيليين فقط 100 متر ورغم ذلك كنا نذهب لنملأ الجراكن وكلما رأئنا الاسرائيليون فتحوا علينا النيران ورغم ذلك لا نخاف ونأتي بالماء لنرتوي ولانموت عطشا.
وفي يوم 7 أكتوبر قبل صلاة العصر غارت علينا الطائرات الإسرائيلية في محاولة منها للانتقام والرد علي تحطيمنا خط بارليف وعبور القناة وخلالها سقطت علينا شظايا الصواريخ الاسرائيلية وهي كالنار وكان الصاروخ قد وقع بجوارنا وتطايرت منه الشظايا واحدة منها بترت قدم أحد زملائي المقاتلين وكان ينزف بشكل كبير وعلي وشك الموت فقررت أن أحمله علي ظهري والسير به لمسافة طويلة من الضفة الشرقية إلي الضفة الغربية وكانت المسافة حوالي 5 كيلو مترات حتي اتمكن من تسليمه إلي الوحدات الطبية وإنقاذ حياته واقتربت من شط القناة  ونزلت المياه وأنا أسحب زميلي علي ظهري وكان الضرب والغارات الإسرائيلية من فوقنا تقذف علينا الصواريخ ولم أنشغل بكل ذلك كان كل همي أن أنقذ حياة زميلي بسرعة ثم العودة لموقعي مرة أخري بالضفة الشرقي. وبالفعل وصلت به إلي الضفة الغربية وسلمته إلي الوحدات الطبية وخلال العودة في هذه اللحظة استوقفني مصور جريدة الأخبار "فاروق إبراهيم " وصمم أن يلتقط لي صورة وكنت علي استعجال حتي الحق بزملائي ولكنه طلب الصورة كي يرسلها إلي الجريدة ويطمئن المصريين فوقفت سريعا علي القناة ورفعت اصبعي وكنت أريد أن تصل الرسالة "سيناء في أيدي المصريين وفي احضان الجيش المصري" وكنت أقصد برفع اصبعي أن خليجي العقبة و السويس يحتضنان سيناء. فأراد الله أن تكون هذه الصورة بشري للنصر من اليوم الثاني للعبور وبالفعل تناقلتها عن جريدة الأخبار وكالات الأنباء العالمية. وكان مشهدها وأنا واقف علي الجبهة وسط القتال رسالة إلي العالم أجمع بأن المصريين انتصروا علي الاسرائيليين. وحين كرمني الرئيس محمد أنور السادات بعد انتهاء الحرب قال لي أهلا بالبطل الذي بشر بالنصر من اليوم التالي للقتال.

الرائد سمير نوح.. بطل المجموعة 39 قتال:

تيقنت من النصر بعد التقاط إشارة للطيارين الإسرائيليين بعدم الاقتراب من قناة السويس

أسر عساف ياجوري قائد الكتيبة للواء الإسرائيلي أسعد قلبي

أحد المقاتلين قام بسد ماسورة النابالم بجسده..واستشهد من أجل نجاح الخطة

يروي الرائد سمير نوح أحد أبطال حرب أكتوبر أحد أبطال المجموعة 39 قتال ذكرياته عن معركة النصر فيقول: أول ذكري محفورة في الأذهان هي يوم 6 أكتوبر 73 كانت الساعة الثانية والربع ظهرا أثناء تواجدي بالقيادة حين جاء أسعد خبر في حرب أكتوبر وهو أن المخابرات العامة المصرية التقطت إشارة من القوات الجوية الإسرائيلية تقول للطيارين الإسرائيليين ممنوع الاقتراب من قناة السويس مدي 15 كيلو متراً. وقتها تأكد داخلي اليقين بالنصر عليهم منذ بداية الحرب. وموقف أخر لن أنساه هو أنه قبل بدء الهجوم علي العدو الإسرائيلي استعدينا بالضفادع البشرية لغلق أنابيب النابالم الموضوعة في خط بارليف وهي كانت من أكبر العوائق أمام الجيش المصري في عبور القناة لأن ضخ النابالم في القناة سيرفع درجة حرارة المياه إلي نحو 700 درجة مئوية. وعندها ستتحول قناة السويس إلي لهيب من النيران. وسيترتب علي ذلك خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات وستحرق المقاتلين المصريين قبل إتمام العبور وستتحقق ادعاءات العدو بعدم  قدرتنا علي تدمير "خط بارليف" الذي كانت إسرائيل تعتبره أقوي خط دفاعي في العالم. وهنا كان التحدي عندما كانت الحسابات تشير إلي وجود 6 مواسير "أنابيب" وما تم الاستعداد به من مون واسمنت وخلافه لسدها تكفي فقط لهذا العدد ولكن تفاجئنا بأنها 7 أنابيب وهنا وعلي الفور قرر أحد المقاتلين الأبطال أن يسد فتحة الماسورة بكامل جسده وهو يعلم أن مصيره الموت وبالفعل تحول جسده إلي فتات واستشهد في مقابل نجاح خطة سد أنابيب النابالم التي مهدت لنجاح عبور قناة السويس.
تابع: وأما من أجمل ذكريات الحرب أيضا هي أسر عساف ياجوري أكبر أسير إسرائيلي من حيث الرتبة والأهمية وقائد الكتيبة 113 التابعة للواء 27 الإسرائيلي. وخلال معركة الفردان أصيبت دبابة ياجوري واضطر لإخلائها مع باقي أفراد الطاقم واتجه نحو حفرة ليحتمي بها لكننا نجحنا في أسره علي يد المقدم فاروق فؤاد حسن ضابط الصاعقة وقد نفت إسرائيل أسره من قبل الجيش المصري فردت القيادة المصرية بتسجيل لقاء إذاعي مع ياجوري للرد علي النفي الإسرائيلي. وعقب الحرب نشرت الصحف الإسرائيلية تفاصيل أسر ياجوري فكان ذلك الموقف من أسعد المواقف في معركة النصر وجعل المصريين فخورين بجيشهم حينها.
وأردف بطل المجموعة 39 قتال: ومن أصعب الأوقات كانت الفترة الأولي لبداية العبور والإثني عشر موجة والقوارب ولم تكن الكباري نصبت بعد والجنود تتحرك والمشاه بالأسلحة وتقف في مواجهة الدبابات كانت من أصعب الأوقات لكن بفضل الله ومساندته وعزيمة وإرادة رجال الجيش مرت بسلام بعد أن نصبت الكباري ومرت عليها القوات بسلام وبدأت بشائر النصر.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق