حبس الانسان نفسه على بعض الطاعات وان كانت فيها ارهاقُ شديد لنفسه لما يجده فيها من نصب وتعب رباطُ مُرغب فيه كأسباغ الوضوء على المكاره
فمُجاهدة النفس على تلك الطاعة والحفاظُ عليها قال فى ثوابها وفضلها النبى صل الله عليه وسلم "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟ ) قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: ( إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ "
وقال فى تلك الخصائص في "تحفة الأحوذي" يَعْنِي أَنَّ الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الطَّهَارَةِ وَنَحْوِهَا كَالْجِهَادِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ هَذِهِ الْخِلَالَ تَرْبِطُ صَاحِبَهَا عَنِ الْمَعَاصِي ، وَتَكُفُّهُ عَنِ الْمَحَارِمِ " انتهى .
وقال ابن القيم رحمه الله :" سُمِّي الْمُرَابِطُ مُرَابِطًا؛ لِأَنَّ الْمُرَابِطِينَ يَرْبِطُونَ خُيُولَهُمْ يَنْتَظِرُونَ الْفَزَعَ.
وقال العُلماء يُحتمل التّفضيل لهذا الرِّباط على غيره من الرِّباط في الثُّغُور ولذلك يقال: جهاد النّفس هو الجهاد.
وكذلك ذهب بعض العُلماء ان رباط اصحاب تلك الخصال المذكورة في الحديث من إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةِ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِوالتى فيها حبس النفس على الطاعات أنه رباط المجاهدين على الثغور
فيما ذهب فريق أن الرباط هنا: جرى على أصل معناه العام، وهو الملازمة للعمل، والمداومة على الطاعة. ولم يقصد به الرباط الخاص على الثغور، في مقابلة العدو.
فضل الاستمرار على الوضوء
وحول فضل اسباغ الوضوء و الاستمرار عليه افادت الافتاء_ ان بقاء المسلم متوضئًا سبب في قبول الدعاء و نيل شفاعة النبي عليه السلام و زيادة العمر وحب الملائكة وتجنبه شر الشيطان؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ»
اترك تعليق