في مثل هذا اليوم، 4 سبتمبر، نحتفي بذكرى الفنان الراحل علي عزب، الذي كان واحدًا من الوجوه الفنية البارزة خلال فترة السبعينيات والثمانينيات.
تميز بوجهه الهادئ وشخصيته المتفردة التي جعلته يشبه "الجوكر" بين زملائه، بفضل قدرته الفائقة على تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية، سواء كانت تاريخية، دينية، نفسية، أو حتى السيكوباتية.
ولد علي عزب في محافظة الدقهلية في 24 فبراير 1954، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج عام 1967، ضمن دفعة ضمت نخبة من النجوم مثل نور الشريف، مجدي وهبة، محمد وفيق، عبد العزيز مخيون، والمخرجين محمود الألفي، د. شاكر عبد اللطيف، د. عوض محمد عوض، مصطفى الدمرداش. تميز عزب ليس فقط بمهاراته الفنية الفائقة، بل أيضًا بأخلاقه الرفيعة والتزامه المهني الذي أثنى عليه كل من تعامل معه.
كان علي عزب متقنًا للتمثيل باللغة العربية الفصحى، وامتاز أداؤه بالرصانة والبساطة دون افتعال. برع في تجسيد أدوار الرجل الريفي والصعيدي، كما أجاد تمثيل أدوار الشخصيات العصرية، خاصة رجال الشرطة. ورغم تواضعه المعروف، لم يكن عزب يسعى للشهرة الإعلامية أو لإجراء مقابلات تلفزيونية، وهو ما فسره البعض بخجله الطبيعي وأخلاقياته الريفية.
ظل علي عزب مخلصًا لفنه ومشاركًا في عروض مسارح الدولة منذ أن كان طالبًا في معهد الفنون المسرحية، ولم يشارك في العروض التجارية لفرق القطاع الخاص. قدم طوال مسيرته الفنية 142 عملاً سينمائيًا وتلفزيونيًا، من بينها أعمال خالدة مثل "الكداب" للمخرج صلاح أبو سيف عام 1975، و"عفواً أيها القانون" للمخرجة إيناس الدغيدي عام 1985، و"رأفت الهجان" للمخرج يحيى العلمي عام 1988.
رحل علي عزب عن عالمنا في 4 سبتمبر 2015 عن عمر يناهز 61 عامًا، بعد أن قدم آخر أعماله عام 2007 في مسلسل "آيات وحكايات" للمخرج حمدي النبوي. ترك وراءه إرثًا فنيًا عظيمًا، سيظل محفورًا في ذاكرة الجمهور والنقاد على حد سواء.
اترك تعليق