أمر الله سبحانه في كتابه العزيز عباده المؤمنين بالصلاة علي نبيه وصفوته من خلقه محمد صلي الله عليه وسلم. فقال جل ثناؤه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَي النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً.. وقد جاءت أحاديث كثيرة في فضل الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم.. منها قوله صلي الله عليه وسلم: فإنه من صلي علي واحدة صلي الله عليه بها عشرا..
وعن عبد الرحمن بن عوف: قلت يا رسول الله. سجدت سجدة خشيت أن يكون الله قد قبض روحك فيها. فقال: إن جبريل أتاني فبشرني أن الله عز وجل يقول لك: من صلي عليك صليت عليه. ومن سلم عليك سلمت عليه. فسجدت لله شكراً.
وأفضل الأوقات للصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها. لحديث أوس الثقفي رضي الله عنه قال: من أفضل أيامكم يوم الجمعة. فيه خلق آدم وفيه قبض. وفيه النفخة وفيه الصعقة. فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي.
والصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم من أقرب القربات. وأعظم الطاعات. فمَن تمسّك بها فاز بالسعادة في الدنيا. وغُفر ذنبه في الآخرة. وهي جالبة للخيرات. قاضية للحاجات. دافعة للنقمات. بابى لرضاء الله. وجزيل ثوابه ومحبته لعباده» فالنبي صلي الله عليه وآله وسلم أصل كل خير في الدارين. وهو شفيع الخلائق في الآخرة. والصلاة علي جنابه الشريف شفيع الدعاء في الدنيا» لذلك جاء الأمر الشرعي بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة..
فعن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ربع الليل -وفي رواية: ثلثا الليل- قام فقال: "أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله. اذْكُرُوا الله. جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ. جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ". قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهپإِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ. فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ". قلت: الرُّبُعَ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ. فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْر لك". قلت النِّصْفَ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ. وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْر". قلت فالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: "مَا شِئْتَ. فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْر لك". قلت: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: "إِذًا تُكْفَي هَمُّكَ. وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ"پوفي رواية للإمام أحمد: "إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُپمَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ".
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. أنه سمع النبي صلي الله عليه وآله وسلم يقول: "إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ. ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ» فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّي عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّي الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا. ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ» فَإِنَّهَا مَنْزِلَةى فِي الْجَنَّةِ. لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْد مِنْ عِبَادِ اللهِ. وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ. فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ" رواه مسلم في صحيحه.
ويستحب البدء بالصلاة علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم في كل ما يهمّ المسلم من أمور. وذلك لما تواتر من فضلها في قضاء الحاجات. وتفريج الكربات. ودفع الملمات.
اترك تعليق