أصبحت قرية البسايسة بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية محط أنظار الجميع بعد نجاح أبنائها فى الوصول بها إلى العالمية، إذ أصبحت أول قرية مصرية تعمل بالطاقة الشمسية.
الفكرة بدأت من الدكتور صلاح عرفة أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية، وأحد أبناء القرية الذى أقنع أهل البسايسة بتشغيل المنازل بالطاقة الشمسية.
تنتشر فوق سطح جمعية البسايسة بالقرية بطاريات الطاقة الشمسية المولدة للكهرباء، لتشغيل لمبات الكهرباء والأجهزة الكهربائية بالقرية وإنارة الشوارع، إضافة إلى تشغيل سخان للمياه بالطاقة الشمسية وهو الأول من نوعة على مستوى الجمهورية.
"الجمهورية أون لاين" زارت القرية ورصدت على الطبيعة عظمة أبنائها فى الاعتماد على الطاقة الشمسية وتقليل استخدام الكهرباء.
قال أهالى القرية إنهم فخورون بابن بلدتهم الدكتور صلاح عرفة أستاذ الفيزياء وعالم الطاقة المتجددة ورائد التنمية البيئية فى مصر، الذى كانت له مقولة أصبحت نبراسا لأهل القرية وهى "العالم الحقيقى ليس من يعرف.. بل من يعلم وينقل هذه المعرفة"، كما طبق الحكمة "لا تعطينى سمكة.. ولكن علمنى كيف اصطاد"، إذ أقام أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية بالقرية، وقام بإعادة تدوير المخلفات لإنتاج الغاز البيوجاز.. كما قام بتطوير قدرات الشباب فى القرى المجاورة وتمكين المرأة الريفية ومحاربة الأمية وكان يزور القرية أسبوعياً والاستماع لمشاكل أهلها.. فقرر تغيير نمط حياتهم وتعليمهم الإعتماد على أنفسهم ليطلق أول شرارة فى طريق التنمية المستدامة من قرية البسايسة وتم بناء أول وحدة لتدوير المخلفات الزراعية ووحدات بيوجاز من مخلفات الحيوانات وبدأ فى تدريبهم فى كيفية استخدام الموارد الطبيعية لتتحول البسايسة إلى قرية صديقة للبيئة.
أشار طنطاوى السيد طنطاوى مسئول الطاقة الشمسية بجمعية البسايسة، إلى أن الطاقة الشمسية دخلت القرية عقب عودة الدكتور صلاح من السويد، عام 1978، وأحضر معه خلية شمسية صغيرة بقوة 12 فولت، وقام بتشغيل راديو ترانزستور وتلفزيون دون الحاجة إلى كهرباء، وكانت مفاجأة لأهالى القرية وقاموا بإحضار أحهزة الراديو الخاصة بهم لشتغيلها، وكان العدد محدودا، ووقتها تم تشغيل تليفزيون بمضيفة القرية لمشاهدة المسلسلات ومباريات كرة القدم، وتطور الأمر عام 1985 بتركيب خلية كيلو فولت وتشغيل لمبات وكان التيار مستمرا، وتطورت الفكرة بشكل أكبر عام 2000 عن طريق تحويله لتيار متغير من خلال محول ثم تطورت القدرة عام 2010 إلى كيلو ونصف الكيلو، وتمت إنارة عدد من المنازل ثم تركيب محطة مركزية بقدرة 48 فولت تيار مستمر 10 كيلو، ثم تحويله إلى تيار متغير 220 فولت 50 ذبذبة ويتم تشغيل مبنى الجمعية من 3 طوابق أحمال كاملة إنارة ومراوح و6 منازل ومسجد، وعندنا فائض يغطى القرية كلها فى حدود 500 وات لكل شقة عبارة عن 5 لمبات ليد وفيشة لتشغيل التيفزيون ومروحة، كما تم تشغيل ماكينة مياه للرى بالطاقة الشمسية والتى كانت حديث الأهالى بالقرية وموفرة بدلا من استخدام السولار وتعمل طوال اليوم.
وطالب بتعميم الفكرة على مستوى الجمهورية وتنفيذها بالقرى لأنها مفيدة وموفرة بشرط أن توفر الدولة مكون المحطة الذى يتم استيراده بالكامل من الخارج.
قالت سعيدة الحسينى محمد مدير جمعية البسايسة، إن الجمعية تتم إنارتها بالطاقة الشمسية من خلال 20 خلية موجودة أعلي سطحها، ما يوفر عليهم الكثير من المال، موضحة أنه تم إشهار الجمعية عام 1983، وتضم عدة مشروعات لتجهيز العرائس من الألف للياء، وورشة نجارة لتصنيع كل احتياجات العرائس من الغرف.
قال الدكتور أمير أحمد، من سكان القرية، إنه قام بتركيب 7 خلايا للطاقة الشمسية بمنزله وتنتج 3.5 كيلووات ويقوم بتشغيل محتويات المنزل بالكامل طوال الوقت وعندما تنقطع الكهرباء العمومية عن القرية يلجأ إليه الجيران لشحن هواتفهم وتشغيل خلاطات فرم الطماطم والعصائر لربات البيوت.
أضاف، أنه كان يدفع 500 جنيه قيمة فاتورة استهلاك الكهرياء شهريا ولكن بعد تشغيل خلايا الطاقة الشمسية أصبحت الفاتورة لا تتجاوز 150 جنيها، لافتا إلى أن الخلايا التى قام بتركيبها من 4 سنوات تكلفتها 36 ألف جنيه، ويسعى لزيادة عدد الخلايا للاعتماد على الطاقة الشمسية بشكل كامل والاستغناء عن الكهرباء الحكومية.. مشيراً إلى أن الطاقة الشمسية آمنة وصديقة للبيئة وينصح الجميع بتركيب الخلايا الشمسية.
أضاف، أن تجربة استخدام الطاقة الشمسية نجحت بإمتياز فى قريتهم، وأصبحت مصدرا بديلاً للكهرباء، وأمتدت الفكرة إلى أستخدام الطاقة المتجددة بقرية البسايسة الجديدة برأس سدر فى جنوب سيناء لإنارة المنازل وزراعة 750 فدانا، إضافة لإعادة تدوير المخلفات الزراعية لإنتاج الغاز واستخدام الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء والحرارة واستغلالها فى أغراض التدفئة ومن الموارد الطبيعية قاموا باستخدام بدائل للأعلاف لتغذية الحيوانات، ومن رحم قرية البسايسة القديمة خرج إلى النور مشروع البسايسة الجديدة بسيناء، مشروع جنة الوادى البسايسة 3 بالخارجة محافظة الوادى الجديد بمساحة 1250 فدانا.. حيث تم أستخدام الطاقة الشمسية فى إنارة المنازل و13 بئرا لرفع المياه لرى الأراضى التى أصبحت جنة.
قال أحمد إبراهيم عبد الحميد وشقيقه محمد وطلعت محمد وهبه زغلول وعادل طه حمودة وعادل البطل من أبناء قرية البسايسة إنهم يستخدمون الطاقة الشمسية فى إنارة منازلهم على مدار الـ24 ساعة بعد مد وصلات إليهم من المحطة الرئيسية بالجمعية ويقومون بتشغيل 5 لمبات ومراوح وتلفزيونات وبعض الأشياء الخفيفة وهو ما وفر عنهم جزءا كبيرا من إجمالى الفاتورة الشهرية التى كانت تتجاوز 500 جنيه، ومع الاعتماد على الطاقة الشمسية تراجع المبلغ تماما.
اترك تعليق