اليوم ٢٠ يونيو في ذكرى وفاة المنتج والمخرج السينمائي المصري هاني جرجس فوزي، نتذكر حياة وأعمال هذا الفنان الذي ترك بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية.
ولد هاني جرجس فوزي في عائلة فنية، حيث كان والده المنتج الكبير جرجس فوزي، مما جعله ينشأ في بيئة محاطة بالإبداع الفني والثقافي. لم يكن هاني مجرد وارث لهذا الإرث الفني، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من تطويره ونشره.
بدأ هاني جرجس فوزي مسيرته الفنية مساعد مخرج في أعمال منها "الأقوياء" للمخرج أشرف فهمي عام 1980، و"قهوة المواردي" للمخرج هشام أبو النصر عام 1981، و"المتشردان" للمخرج السعيد مصطفى عام 1983، وغيرها.
ثم اتجه للانتاج ،ومن بين أعماله في التسعينيات "زوجة محرمة" لسهير رمزي وفاروق الفيشاوي، "تصريح بالقتل" لمحمود ياسين وبوسي وصلاح قابيل، "الجنتل" و"حسن اللو" لأحمد زكي، "سوق النساء" لحسين فهمي ومحمود حميدة وشريهان، "امرأة فوق القمة" و"الإمبراطورة" لنادية الجندي، وغيرها.
كما أنتج العديد من الأفلام التي لاقت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا. كان لديه حس فني مرهف وقدرة على اختيار الأعمال التي تحمل في طياتها رسائل إنسانية واجتماعية مهمة. من أبرز الأفلام التي أنتجها: "القبطان"، "رانديفو"، و"النعامة والطاووس".
لم يقتصر دور هاني جرجس فوزي على الإنتاج فقط، بل اتجه أيضًا إلى الإخراج، حيث قدم أعمالًا لاقت استحسان النقاد والجمهور و تميزت أفلامه بالجرأة في الطرح والابتعاد عن التقليدية، مسلطاً الضوء على قضايا مجتمعية حساسة، ما جعلها محط اهتمام واسع. من أبرز أعماله الإخراجية: "بدون رقابة"، و"أحاسيس".
كان لهاني جرجس فوزي فلسفة خاصة في صناعة السينما، حيث كان يؤمن بأن الفن هو مرآة المجتمع ووسيلة للتعبير عن مشاكله وهمومه. لم يكن يخشى من تناول القضايا الجدلية، بل كان يعتبرها جزءًا أساسيًا من رسالته الفنية.
على الرغم من رحيله المبكر إلا أن إرثه الفني ما زال حاضرًا بقوة، حيث تستمر أفلامه في عرضها على الشاشات وتذكير الأجيال الجديدة بأهمية السينما كوسيلة للتعبير والتغيير. ترك هاني جرجس فوزي وراءه تركة سينمائية غنية بالأعمال التي ستظل خالدة في ذاكرة السينما المصرية.
في ذكرى وفاته، نتذكر هاني جرجس فوزي كفنان ملتزم، ومنتج مبدع، ومخرج جريء، استطاع من خلال أعماله أن يساهم في إثراء السينما المصرية، ويترك بصمة لا تنسى في عالم الفن السابع وح ألهم السينما المصرية بأعماله المميزة والمثيرة للجدل، "، توالت أعماله بتنوع وإبداع ليصبح له رصيد سينمائي يضم نحو 44 فيلمًا، مما يبرز تأثيره الكبير في عالم السينما.
من أبرز أعماله الإنتاجية فيلم "بحب السيما"، الذي جمع بين النجمين محمود حميدة وليلى علوي، وكان من تاليفه وإخراج شقيقه اسامة فوزي ، وقد حقق نجاحًا كبيرًا ونال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. كما أن له عدة أفلام أخرى نالت استحسانًا واسعًا، مثل "الحلال والحرام"، و"سيدة القاهرة"، و"سوق النساء"، وغيرها الكثير، التي تعكس مدى تنوع اهتماماته وقدراته الإبداعية.
على الرغم من غيابه عن الساحة السينمائية لأكثر من 10 سنوات، إلا أن عودته كانت محط اهتمام واسعة، خاصة بمشروع رواية "خيانة صغرى"، والتي للأسف لم تر النور. ومع ذلك، فإن إرثه الفني ما زال يلهم الجيل الجديد من صناع السينما والمشاهدين على حد سواء.
في نهاية حياته، أثار هاني جرجس فوزي الكثير من الجدل بسبب قراره بالاعتناق الإسلام ورفضه إشهار إسلامه لتجنب إثارة الفتنة بين مختلف الأديان. وبموجب وصيته، تم تجنب إقامة مراسم العزاء، واكتفت عائلته بتلقي التعازي عبر البرقيات التلغرافية، مما يعكس شخصيته المتواضعة والمحبة للسلام.
باختصار، يُعتبر هاني جرجس فوزي من أبرز الشخصيات السينمائية في مصر،، وستظل أعماله السينمائية خالدة في ذاكرة السينما المصرية وعشاقها.
اترك تعليق