أشاد سفير الصين بالقاهرة، لياو ليتشيانج، بالاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي الذي عقد مؤخرا في بكين، مشيرا إلى أنه أقوى دعوة في هذا الاجتماع الوزاري هي دعم الشعب الفلسطيني بقوة في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وأشار السفير في مؤتمر صحفي صباح اليوم الأربعاء، إلى أن الاجتماع ركز على تعزيز بناء مجتمع مستقبل مشترك صيني-عربي، حيث أجرى الجانبان مناقشات متعمقة حول سبل تسريع تنفيذ نتائج القمة الصينية-العربية الأولى وبناء مجتمع مستقبل مشترك.
حضر افتتاحية هذا الاجتماع الوزاري الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وألقوا خطابات مهمة، الأمر الذي حدد اتجاها وتخطيطا للعلاقات الصينية العربية في العصر الجديدة.
وأشار إلى أن الاجتماع تكلل بنجاح تام، لافتا إلى كلمة الرئيس شي حول الأهمية النموذجية للعلاقات الصينية العربية للتنمية السلمية والتعلم المتبادل بين الحضارات والحوكمة العالمية، بما يحدد اتجاها لبناء المجتمع الصيني العربي المشترك المستقبل؛ وطرح بناء "المعادلات الخمس للتعاون" بما يرتقي بالتعاون الصيني العربي إلى مستوى جديد في العصر الجديد.
واستطرد بأن نتائج هذا الاجتماع الوزاري هو إعلان الرئيس شي عن عقد القمة الصينية العربية الثانية في الصين عام 2026 استجابة لقرار قمة الجامعة العربية، مؤكدا على أن القمة القادمة ستصبح معلما آخر في العلاقات الصينية العربية ويقود الجهود لبناء مجتمع مستقبل مشترك للجانبين.
وأشار إلى أن هذا الاجتماع الوزاري رسم مستقبلا مشرقا للعلاقات الصينية العربية، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تعزيز حجر الزاوية الاستراتيجي للمجتمع الصيني العربي ذي المستقبل المشترك ووضع معيار للاحترام والتآزر المتبادلين، مضيفا أن الجانبين سيواصلا اتباع مسارات التنمية التي تناسب ظروفهما الوطنية، ودعم جهود الجانب الآخر لحماية مصالحه الأساسية.
وشدد على أن الصين ستدعم بقوة الدول العربية لتعزيز التضامن والتعاون لتحقيق التقوية الذاتية والاستقلالية، وإيجاد حل سياسي للقضايا الساخنة وإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
واتفق الجانبان على تسريع وتيرة بناء المجتمع الصيني العربي ذي مستقبل مشترك وإنشاء نموذج للمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتعلم المتبادل والتقدم المشترك.
كما اتفق الجانبان على إطلاق الآثار الإيجابية للمجتمع الصيني العربي ذي المستقبل المشترك وإنشاء نموذج لبلورة التوافق وتحسين الحوكمة العالمية، وستعمل الصين مع الجانب العربي على الدعوة إلى تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والمنفعة للجميع، ودفع العالم إلى مستقبل أكثر سلما وأمنا وازدهارا وتقدما.
وشدد على أن أقوى دعوة في هذا الاجتماع الوزاري هي دعم الشعب الفلسطيني بقوة في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، حيث تم إصدار "البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية" وأصدروا صوتا عادلا لتشجيع إنهاء الصراع في غزة في أقرب وقت ممكن وتعزيز حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
ولفت إلى كلمة الرئيس شي بأن الشرق الأوسط أرض خصبة للتنمية، غير أن نيران الحرب لا تزال تشتعل فيها، حيث شهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تصعيدا حادا منذ أكتوبر الماضي، الأمر الذي ترك معاناة شديدة للشعب الفلسطيني، ولا يجوز استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، ولا يجوز غياب العدالة إلى الأبد، ولا يجوز زعزعة "حل الدولتين" بشكل تعسفي. فأكد الرئيس الصيني مجددا على دعم الجانب الصيني الثابت لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ودعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ودعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر.
وأعلن الرئيس عن تقديم الجانب الصيني مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يوان صيني، إضافة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة التي تم الإعلان عنها سابقا بقيمة 100 مليون يوان صيني، بهدف دعم تخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة؛ وسيتبرع بـ3 ملايين دولار أمريكي لوكالة (الأونروا)، بهدف دعم الوكالة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة.
وأضاف: لاحظت أن القضية الفلسطينية كانت أيضا محور خطاب الرئيس السيسي في حفل الافتتاح، حيث أشار إلى التقدير العربي الكبير لسياسات الصين تجاه القضية الفلسطينية ودعمها المستمر للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ولحق الفلسطينيين المشروع في إقامة دولتهم المستقلة. ودعا الرئيس السيسي كافة أطراف المجتمع الدولي الفاعلة للاضطلاع بمسئولياتها الأخلاقية والقانونية لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة، كما طالب المجتمع الدولي بالعمل دون إبطاء على الإنفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية والتصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
وشدد على أنه لدى الصين وأغلبية الدول العربية، بما في ذلك مصر، مواقف مماثلة بشأن القضية الفلسطينية، حيث يدعو الجانبان إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف في أقرب وقت ممكن، ويدينان الأعمال التي تلحق الضرر بالمدنيين، ويؤمنان بأنه على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً فعالا في تقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني.
واختتم: ترغب الصين في مواصلة الاتصالات والتنسيق مع مصر والدول العربية الأخرى، وبذل جهود سلمية لإعادة عملية السلام في الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح.
اترك تعليق