حظى "الضوء الشارد" بشعبية واسعة وجذب انتباه المشاهدين في مصر والوطن العربي، بفضل قصته المؤثرة التي تعكس العديد من القضايا الاجتماعية والثقافية في الصعيد المصري و عُرض لأول مرة في رمضان عام 1998.
وسلط الضوء على قيم العادات والتقاليد والأعراف التي تحكم المجتمع الصعيدي، مما جعله عملاً درامياً مميزاً وذلك من خلال احترام توارث العائلات الكبيرة لنفوذها وتقدير الأخ الكبير واحترامه وكذلك احترام الأم وكلمتها التي تمشي علي الكل مع وضعها في الاعتبار احترام حتي اصغر ابنائها ، تتشابه احداث قصة "الضوء الشارد " في متنها بعض احدث مسلسل "غوايش " والذي عرض قبله بسنوات طويلة وكان من بطولة "صفاء ابو السعود "و"فاروق الفيشاوي" و"نبيل الحلفاوي " والذي كان دوره في المسلسل فاتحة خير عليه مثلما حدث مع النجم الراحل "ممدوح عبد العليم " ، تم عرض مسلسل "الضوء الشارد " لأول مرة في عام 1998، يعتبر من الأعمال الدرامية الشهيرة في التلفزيون المصري، المسلسل من تأليف محمد صفاء عامر وإخراج مجدي أبو عميرة.
و تدور أحداثه في إطار غلب علي الأعمال المستوحاة من قضايااه الذي يغلب عليها الثأر حول صراعات بين عائلتين كبيرتين في صعيد مصر. تتمحور القصة حول عائلة "العزايزي" ويمثلها "رفيع بك " وعائلة "الكتايبة"ويمثلها يوسف شعبان ، حيث تشتعل الخلافات بينهما بسبب الثأر والنزاعات العائلية المستمرة. يأتي دور البطولة للفنان ممدوح عبد العليم الذي يجسد شخصية رفيع بيه، ويمثل النمط التقليدي للرجل الصعيدي القوي الذي يسعى للحفاظ على شرف عائلته وحمايتها من الأعداء ، بطولة ممدوح عبد العليم في دور رفيع بيه و رانيا فريد شوقي و يوسف شعبا سميحة أيوب ، جمال إسماعيل.
وعن مؤلف المسلسل السيناريست الفنان محمد صفاء عامر وقد تميز في الكتابة عن الجنوب حيث وُلد في محافظة قنا في صعيد مصر. بدأ حياته المهنية كضابط شرطة قبل أن يتجه إلى الكتابة ، اشتهر بكتابة العديد من الأعمال الدرامية التي تناولت المجتمع الصعيدي بتفاصيله الدقيقة وواقعيته. من أبرز أعماله بالإضافة إلى "الضوء الشارد" مسلسلات "ذئاب الجبل"، "حدائق الشيطان"، و"امرأة من زمن الحب".
تميز بأسلوبه الدرامي القوي وقدرته على رسم الشخصيات الصعيدية بعناية، مع التركيز على القيم والتقاليد والمشاكل الاجتماعية التي تواجه هذا الجزء من المجتمع المصري.
أما مخرج العمل وهو من البارزين في مجال الاخراج التلفزيوني فهو مجدي أبو عميرة ، ولد في عام 1941. تخرج في المعهد العالي للسينما وبدأ مشواره الفني كمساعد مخرج قبل أن ينتقل للإخراج التلفزيوني، وأخرج العديد من المسلسلات الناجحة التي لاقت إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء بالإضافة إلى "الضوء الشارد"، أخرج مسلسلات شهيرة مثل "عائلة الحاج متولي"، "ليالي الحلمية"، و"أين قلبي".
عرف أبو عميرة بأسلوبه الواقعي والقدرة على إدارة فرق العمل الكبيرة وتوجيه الممثلين ببراعة، مما يساهم في خلق أعمال درامية متكاملة وناجحة.
كلاهما، محمد صفاء عامر ومجدي أبو عميرة، قدما إسهامات كبيرة في تطوير الدراما المصرية، خاصة في تصوير الحياة في صعيد مصر ومناقشة قضاياه الاجتماعية والثقافية.
أما نجم العمل ممدوح عبد العليم فقد وُلد في 10 نوفمبر 1956 وتوفي في 5 يناير 2016 ، بدأ حياته الفنية في سن صغيرة، حيث عمل في برامج الأطفال ثم انطلق إلى عالم الدراما والسينما ، قدم العديد من الأعمال البارزة في السينما والتلفزيون. إلى جانب "الضوء الشارد"، من أشهر أعماله التلفزيونية "ليالي الحلمية"، و"حب في المنفى"، وأعمال سينمائية مثل "العذراء والشعر الأبيض" اشتهر بقدرته على تقديم الأدوار الدرامية المعقدة بأسلوب طبيعي وجذاب، مما جعله من أبرز نجوم جيله.
أما منى زكي فكانت في بدايتها وأصبحت الآن تمثل واحدة من أبرز النجمات في السينما والتلفزيون المصريين. وُلدت في 18 نوفمبر 1976 في القاهرة، وبدأت مسيرتها الفنية في أوائل التسعينات. تتميز منى زكي بموهبتها الكبيرة وأدائها الطبيعي والمقنع.
جسدت منى زكي دور "فرحة"، الفتاة الريفية البسيطة التي تتسم بالطيبة والجمال والبراءة ، قدمت منى زكي أداءً مميزًا في المسلسل، مما أكسبها شهرة واسعة وجعلها واحدة من أبرز نجمات جيلها. كان هذا الدور بمثابة انطلاقة قوية في مسيرتها الفنية.
منى زكي استمرت في تقديم العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية الناجحة، وأصبحت واحدة من أهم وأشهر الممثلات في مصر والعالم العربي.
ورانيا فريد شوقي وُلدت في 9 أكتوبر 1974، وهي ابنة الفنان الراحل فريد شوقي. تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية ،بدأت مشوارها الفني في التسعينات وشاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية و من أعمالها البارزة "أميرة في عابدين"، "الشارد"، و"يتربى في عزو".
تتميز بأدائها القوي وقدرتها على تجسيد الشخصيات المتنوعة بمهارة، مما جعلها واحدة من الممثلات المحبوبات في مصر.
أما النجم الكبير يوسف شعبان فقد وُلد في 16 يوليو 1931 وتوفي في 28 فبراير 2021. كان أحد أعمدة التمثيل في مصر لعقود طويلة ، شارك في أكثر من 110 أعمال سينمائية وما يزيد عن 50 مسلسل تلفزيوني. من أبرز أدواره في "رأفت الهجان"، و"الشهد والدموع"، و"الضوء الشارد".
عرف بتنوع أدواره وقدرته على تجسيد الشخصيات المتنوعة، من الطيب إلى الشرير، بقدرة فائقة على التأثير في الجمهور.
سميحة أيوب وُلدت في 8 مارس 1932. تعتبر واحدة من أعظم الممثلات في تاريخ المسرح والسينما المصرية.
لها تاريخ طويل في المسرح والسينما والتلفزيون، ومن أبرز أعمالها المسرحية "سكة السلامة"، وفي السينما "بين الأطلال" و تتميز بأدائها القوي وحضورها الطاغي على الشاشة والمسرح، وتعتبر من رموز الفن المصري.
الفنان جمال اسماعيل وُلد في 20 فبراير 1933 وتوفي في 18 ديسمبر 2013. بدأ حياته الفنية في المسرح وانتقل بعدها للعمل في السينما والتلفزيون و اشتهر بتقديم أدوار الأب الطيب أو الجد الحكيم في العديد من الأعمال، منها "ليالي الحلمية"، "المال والبنون"، و"الضوء الشارد"عرف بأسلوبه البسيط والعفوي في التمثيل، مما جعله قريبًا من قلوب المشاهدين.
جميع هؤلاء الفنانين ساهموا بشكل كبير في نجاح مسلسل "الضوء الشارد" من خلال تجسيدهم المميز للشخصيات وإضفاء العمق والواقعية على القصة ليظل من أنجح وأقوي المسلسلات في تاريخ الدراما التليفزيونية المصرية .
اترك تعليق