إطلاق المشروع القومي المتكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة المستويات يؤسس لحياة جديدة ولتوطين الشباب خارج الوادي

في سياق رؤيتها حول تدشين اتحاد القبائل العربية قالت الإعلامية د.سحر سالم  مدير عام إذاعة القناة، والمحاضر في الإعلام السياسي والأمن القومي: إن الوطن يواجه  العديد من التحديات على كافة الاتجاهات، والقبائل السيناوية على مر التاريخ كان لها أدوار تاريخية في حماية الوطن ووقفت خلف القوات المسلحة والشرطة.

  وأضافت أن قدرة الجيش والشرطة على حماية كامل التراب الوطنى قدرة لا مجال للشك فيها، مدعومة بولاء أهالى سيناء والقبائل وانتمائهم لوطنهم مصر ووقوفهم خلف جيشهم وشرطتهم. كما أن كل مواطن فى مصر بكافة محافظاتها وربوعها بما فيها سيناء واتحاد قبائل العربية، إنما يستمدون قوتهم وبقائهم كمواطنين أحرار من قوة وصمود الجيش والشرطة المصرية حماة الوطن والمواطن .

 كما أشارت د.سحر إلى أن الدولة المصرية وضعت شبه جزيرة سيناء على خارطة التنمية الشاملة والاستثمار، ضمن خطة طموحة وغير مسبوقة لتعمير سيناء وجعلها منطقة جاذبة للمستثمرين والسكان وربطها بالدلتا والمحافظات، وكانت سيناء دوما في قلب كل المصريين؛ لأنها ببساطة ليست رقعة جغرافية عادية، لكنها مدخل قارة بأكملها، وإذا كانت مصر هي صاحبة أطول تاريخ حضاري على مستوى العالم، فإن سيناء هي صاحبة أطول سجل عسكري معروف في التاريخ.

وقالت إن سيناء مرت بظروف صعبة في أعقاب ثورة 30 يونيو؛ حيث كان هناك مسرح للعمليات الإرهابية على أرضها، ومن هنا كانت رسالة وتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي في غمار هذه الظروف وتحديدا في عام 2014، بإطلاق المشروع القومي المتكامل لحماية وتنمية سيناء على كافة المستويات والرؤية التي عملت عليها الدولة هي أن سيناء يمكن أن تكون مجالا لتأسيس حياة جديدة خارج الوادي والدلتا بحيث يجري استغلال كل الموارد الطبيعية والكنوز المتاحة على أرضها للمساهمة في زيادة الرقعة المعمورة في مصر وتوطين الشباب المصري في أماكن جديدة خارج الوادي والدلتا.

كما أوضحت أن هذه المكانة والأهمية الاستراتيجية لسيناء لخصها المفكر والجغرافي المصري  جمال حمدان في كتابه "سيناء في الاستراتيجية والسياسة والجغرافيا": منحت سيناء في الوجدان المصري مكانة لا يدانيها مكان آخر في مصر وستظل سيناء أهم وأخطر مدخل لمصر على الإطلاق".

وفي إطار رؤيتها لدور الإعلام وسط هذه الظروف الإقليمية المتغيرات، أكدت د.سحر سالم حتمية أن تلتزم وسائل الإعلام والصحافة بمراعاة أبعاد الأمن القومى المصرى وهناك ميثاق لشرف مهنة الإعلام، يجب أن يلتزم به جميع العاملين فى مهنة الاعلام، فمبدأ حرية واستقلال الإعلام شُرع في الأصل لتؤدي وسائل الإعلام رسالتها في وخدمة المجتمع والتعبير عن اتجاهات الرأي العام والإسهام في تكوينه وتوجيهه، ولكن تلك الحرية ليست طليقة من كل قيد بل مقيدة بعدة ضوابط وشروط جوهرية على القمة منها مراعاة مقتضيات أبعاد الأمن القومى، وأن تكون المادة الإعلامية في إطار المقومات الأساسية للدولة والمجتمع، مع الحفاظ علي الحقوق والحريات والواجبات العامة واحترام حرمة الحياة الخاصة للمواطنين، و مراعاة قيم المجتمع وتقاليده البناءة. وتقوم وسائل الإعلام بدور خطير في مجال التثقيف والتنوير والتوجيه، لبسط الحقيقة أمام الشعب وتبصيره بما يجري حوله، مما يلقي علي عاتق جميع وسائل الإعلام المسئولية لإشاعة المعرفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بحيث يكون المواطن علي بصيرة ويحدد موقفه مما يجري حوله باعتبار أن الديمقراطية هي المعرفة قبل أي شئ أخر، ويجب ألا تتخطى اُطر وأبعاد مصالح الدولة العليا .
   وأنه لما كان الإعلام يعد جزءا لا يتجزأ من ضمير الناس ويشكل تكوين الرأي العام الذي يترك انعكاساته علي الشعب في النواحي الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية كأهم وسائل التواصل المجتمعي علي نحو أضحى معه الجزء التنويري الذي يجب أن يراعى الضرورة لحفظ كيان المجتمع ومراعاة لقيمه وتقاليده البناءة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد والحاجات الملحة التي تقتضيها مصلحة الوطن.