وقد ورد فى شأن شفاعة المُصلين قوله صل الله عليه وسلم " ما مِن مَيِّتٍ تُصَلِّي عليه أُمَّةٌ مِنَ المُسْلِمِينَ يَبْلُغُونَ مِائَةً، كُلُّهُمْ يَشْفَعُونَ له؛ إلَّا شُفِّعُوا فِيهِ" اخرجه مسلم
كما ورد ايضاً قوله صل الله عليه وسلم " ما من رجلٍ مسلمٍ يموتُ ، فيقومُ على جنازتِه أربعون رجلًا ، لا يشركون باللهِ شيئًا ، إلا شفَّعَهم اللهُ فيه" اخرجه مسلم
وقال العلماء ان سبب الاختلافُ فى الحديثين اختلاف السؤال فمرة سئل النبى عمن صلى عليه مائة واستشفعوا له واخرى سُئل عمن صلى عليه اربعون وقالوا انه قد يُستجابُ لدعاء الواحد وتُقبل شفاعته للميت
وفى هذا الشأن افادت الافتاء حول ترك المشيعين للجنازة لزيارة أموات آخرين_ان تمام السنة في اتباع الجنائز أن يشيعها المسلم حتى دفنها وإهالة التراب عليها والوقوف على القبر للدعاء لها
وبينت انه إذا انتظر حتى تم الدفن ثم انصرف قبل الدعاء فله قيراط الثواب المترتب على شهود الدفن
ولفتت الى ان له أن ينصرف بمجرد مواراة الميت وقبل نصب اللبن وإهالة التراب عليه، وفي حصوله حينئذ على ثواب شهود الدفن قولان للعلماء
واوضحت الدار ان من أراد أن يزور متوفاه فالمستحب في حقه أن يكون ذلك بعد الفراغ من دفن الميت، وبعد الدعاء له؛ اتباعًا للسنة، ويمكنه أن يُدخل مَن يريدُ زيارته من الموتى في دعائه، أو ينوي الدعاء له مع الميت الذي يشيعه؛ فيجمع بذلك بين الحسنيين، ويحوز الفضيلتين.
واكدت الافتاء ان اللائق بالمسلم أن يعمل على مواساة أهل الميت وجبر خواطرهم، وأن لا يخالف أعراف الناس في ذلك؛ فالانصراف قبل انتهاء الدفن وقبل الدعاء في أصله واسعٌ مباحٌ، فإذا حُمِل على ما ينافي المواساة لم يكن لائقًا بالمشيعين.
اترك تعليق