عقد موتمر بعنوان" المشترك الانساني ودعم التفاهم العالمي "شارك في الجلسة معالي وزير الثقافة السابق حلمي النمنم ، ومدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد ، وأمين عام رابطة الجامعات الإسلامية الدكتور سامي الشريف ، والسفير محمد الشاذلي ، والدكتورة نورهان الشيخ أمين مساعد الرابطة.
وقد تضمنت كلمتي بيان عناصر المشترك الإنساني المتمثلة في :
١. الكرامة الإنسانية التي منحها الله للإنسان أيّا كان لونه أو جنسه : ( ولقد كرمنا بني آدم ) .
٢. العقل الذي كما قال رينيه ديكارت أعدل الأشياء قسمة بين الناس.
٣. الحرية التي استعد الفيلسوف الفرنسي فولتير التضحية بدمه لأجل أن يتمتع بها صاحب رأي يختلف معه.
٤. القيم الأخلاقية كالحق والخير والجمال والعدل.
ثم أوضحت الأسباب التي تحتم ضرورة دعم التفاهم العالمي كي يتمكن إنسان الحضارة المأزوم من :
١. الانتقال من ثقافة الإلغاء والإقصاء للآخر إلى ثقافة البقاء والوجود المشترك
٢. تجاوز مرحلة التوحش الحضاري التي يمارسها الإنسان منذ أن طرحها توماس هوبز في فلسفته ( الإنسان ذئب لأخيه الإنسان ).
٣. التحول من حياة آلام وعذابات الفقر والحزن والمرض والجهل والخوف إلى حياة الكفاية والسلام والأمن والمعرفة.
٤. تحقيق إنسانيته التي تنازل عنها لصالح الكراهية والعنصرية.
أمَّا عن كيفية تحقيق تلك الأهداف الأربعة فإن العالم يحتاج إلى ثلاثة أمور :
الأول : وسيلة تتمثل في الحوار في إطار مشروع أخلاقي كالذي طرحه اللاهوتي الألماني هانز كينج منذ أواخر القرن الماضي : لا سبيل إلى التفاهم بين الأمم والعيش في سلام دون السلام بين الأديان، ولا سبيل إلى السلام بين الأديان إلا بالحوار بين الأديان.
الثاني: فكرة واجبة الترسيخ هي التنوع والتعددية بين الحضارات والثقافات والأديان والشرائع التي خلق الله البشرية عليها : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ولذلك خلقهم ).
الثالث : فريضة دينية وحضارية وأخلاقية يجب إعمالها وتمكينها على النحو الذي قررته الأديان كما في موعظة المسيح على الجبل :
أحبوا أعداءكم
باركوا لاعنيكم
صلّوا لأجل مضطهديكم
وكما في البيان النبوي المحمدي : ( لن تؤمنوا حتى تحابوا ) ، ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
تلك المحبة وذلك التسامح الذي سيصبح على يد فيلسوف أهل العرفان الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي مذهبية متكاملة للتعايش العالمي :
أدين بدين الحب أنّى توجهتْ
ركائبُه فالحب ديني وَإِيماني
اترك تعليق