لا يخفى على مسلم ان اول رسل الله تعالى الى اهل الارض هو نوح عليه السلام فهو اسبق الرسل زماناً
ورغم هذا فقد قال تعالى فى كتابه " فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ"الأعراف/ 143 .
وكذلك قال "قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ " الزمر/ 11، 12
وقد بين العلماء ان قوله تعالى "أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" فى شأن موسى عليه السلام اى من بنى اسرائيل بقول ابن عباس ومجاهد _وقوله تعالى "لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ" ..اى عن امته صل الله عليه وسلم
ان الاولوية نسبية فكل نبى هو اول قومه من حيث الاسلام والايمان فهو اول من يشرع الى ان يدعوهم الى الله تعالى كما انهم اتمهم انقياداً لله وهم معروفون بصدقهم وامانتهم
وفى تمييز موسى عليه السلام بالايمان فى الايتين سالفتا الذكر ونحن نعلم أن الإيمان أعلى درجة من الإسلام فبم نفسر ذلك ؟
قال الدكتور عطية لاشين استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر الشريف _الايمان والاسلام اذا اجتمعا افترقا والعكس صحيح وذلك كالاتى
إن الله سبحانه وتعالى إذا خص بحديثه الإسلام وحده فهذا يستوجب دخول الإيمان معه وإذا خص بقرآنه الحديث عن ٠الإيمان وحده دخل معه االاسلام،وهذا معنى (إذا افترقا اجتمعا )
وأما معنى الشق الآخر (وإذا اجتمعا افترقا ) يعني إذا ذكرهما المولى ،وجمع بينهما في نص واحد أي في آية واحدة فهنا يفترقان أي لا يكون أحدهما متضمنا الآخر بالتبعية انظر إلى قوله تعالى :(قالت الأعراب آمنا قل بل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )
فهنا ذكرا مجتمعين ففرق الله بينهما ٠
اترك تعليق