هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

مزامير داود..الشيخ منصور الشامي الدمنهوري.. صاحب الصوت الفضي

الشيخ الوقور الخاشع.. صاحب الصوت الفضي الذي يميل إلي الحنان والخشوع كما وصفه علماء الصوتيات.. فهو صاحب الإبداع دون زخرفة.. يتميز بين قارئي القرآن الكريم بأنه كان صاحب شخصية قرآنية مستقلة وصاحب طريقة متميزة في ختام التلاوة. كما كان صاحب مواقف وطنية. حيث رفض التسجيل لهيئة الإذاعة البريطانية قبيل اندلاع حرب السويس لدور بريطانيا في التخطيط وشن العدوان الثلاثي علي مصر بمشاركة إسرائيل وفرنسا سنة 1956.


وُلِدَ الشيخ محمد منصور محمود الشامي الشهير بالشيخ منصور الشامي الدمنهوري -نسبةً لمسقط مولده مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة- صبيحة الأحد  12 أغسطس 1906. حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره علي يد الشيخ أحمد غزال قبل مغادرته إلي طنطا ليتلقي أصول التلاوة في المسجد الأحمدي. ثم العودة مرة أخري إلي مدينة دمنهور. ولجمال صوته وحسن أدائه الذي يسلب الألباب ويسيطر علي عقول وانتباه مستمعيه ذاع صيته منذ الصغر وأصبح مطلوباً لإحياء المناسبات في قري ومدن البحيرة.

عُيِّنَ الشيخ الدمنهوري قارئاً للسورة وشيخاً بمسجد سيدي ضحوة بدمنهور. ثم انتقل إلي الإسكندرية في الخامسة والعشرين من عمره وتم اختياره رئيساً لجمعية المحافظة علي القرآن الكريم. ثم رئيساً لرابطة القراء في الإسكندرية لعدة سنوات.

كان الشيخ الدمنهوري يهتم أثناء تلاوته بتحقيق الأداء القرآني السليم في علوم القراءات والتجويد. فكان بارعاً ولديه قدرة عجيبة قد حباها الله إياه في تصوير المعني أثناء التلاوة. فيقرأ بمقام فيه فرح عند البشارة أو الحب أو الرحمة كمقام الكورد أو البياتي. ويستخدم مقام مثل الصبا و الحجاز عند الحزن والحنين والخشوع. ويجعل للنهاوند طابعه بين الفرح الممزوج بالحنين وأيضاً الخشوع. ويتنقل بسلاسة ورشاقة بين المقامات بما تحمله من قراري وجواب عندما يقرأ آيات الترهيب والعذاب والوعيد.. وكان الشيخ منصوراً في أدائه عندما يصدح بآي الذكر الحكيم بفضل نبراته الخاشعة ووقفاته الثابتة. وتميزه بصوتي مستقيم لايحتاج إلي زخرفة. ويعد أحد أبرز رواد التلاوة في عصره. نال من الصيت والشهرة والمجد الكثير. وأفاض الله عليه من فضل القرآن حتي نافس عباقرة التلاوة في النصف الأول من القرن العشرين.

يعتبر الشيخ منصور الشامي الدمنهوري من أقدم مقرئي الإذاعة المصرية. حيث تم اعتماده قارئاً بها عام 1945 ليصل صوته لآذان المسلمين في الهند وباكستان والسعودية والمسجد الأقصي.

تقاضي الشيخ بعد دخوله الإذاعة راتباً شهرياً قيمته 15 جنيها. وكان يُعد أكبر أجر بعد الشيخين الشعشاعي. ومصطفي إسماعيل حيث كان الواحد منهم يتقاضي 20 جنيهاً شهرياً. وكان للشيخ في شهر رمضان 8 إذاعات. أربعة منها في الفجر والآخري قبل المغرب وفي فترة الصباح.

تمتع الشيخ الدمنهوري بروح مرحة ودودة محبة للدعابة والفكاهة.

ومن المواقف المشهودة للشيخ الدمنهوري أنه في نهاية الأربعينات توجه إلي مكة المكرمة لأداء فريضة الحج ضمن بعثة الحج الرسمية. وفي تلك الأيام كان مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود في حالة قلق شديد لتعثر ولادة زوجته حينذاك. فقرأ له الشيخ الدمنهوري وأسمعه ما تيسر من القرآن الكريم. حتي تسللت الطمأنينة إلي قلبه وتبدل قلقه واستبشر. ثم أتته البشري بولادة ولي عهده» فقرر الملك أن يسمي المولود منصور تيمناً باسم الشيخ منصور الدمنهوري.

وبعد أن ترك لنا عدة تسجيلات قرآنية جليلة داخل مصر وخارجها. وزار عدة دول عربية وإسلامية يتلو فيها آيات الله. وبعد أن رزقه الله بـ 13 ولداً منهم عشرة ذكور أصبح منهم أساتذة جامعة وأطباء وضباطاً ومهندسين. رحل الشيخ ¢منصور الشامي الدمنهوري عن دنيانا مبكراً قبل أن يتم عامه الثالث والخمسين ودفن في مسقط رأسه يوم الخميس 26 مارس 1959.. رحم الله شيخنا الجليل رحمةً واسعة علي ما قدمه في تلاوة كتابه الحكيم وأسكنه فسيح جناته





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق