سميرة الديب
أم هانئ صحابية جليلة. كنيت بأسم ابنها هانئ. كانت من السابقات إلي الإسلام. أسلمت مع إسلام أهل البيت أمها وأخيها علي بن أبي طالب. عرف عنها أنها من ذوات الرأي في قريش. كما أنها كانت ذات خلق وفصاحة وجمال. وهي ابنه عم رسول الله "صلي الله عليه وسلم"
* تميزت أم هانئ بشجاعتها. فكانت تجير الخائف. وتؤمن المروع. وقد ارتبط اسم هذه السيدة الجليلة بحادثة عظيمة في تاريخ المسلمين.. ألا وهي حادثة الإسراء والمعراج.
نشأت أم هانئ في البيت الذي أحتضن النبوة وترعرعت فيه. فقد تربت مع رسول الله "صلي الله عليه وسلم" في بيت والدها أبي طالب. وأمها هي فاطمة بنت أسد التي قامت علي رعاية سيدنا محمدا وهو طفل صغير. وكانت تفضله علي أبنائها.. وكان لأم هانئ -رضي الله- عنها ـ أربعةأخوة وهم: علي. وعقيل. وجعفر. وطالب الذي لم يسلم ومات وهو كافر.
اتصفت أم هانئ بالإخلاص وتميزت بالخلق الحسن. وقد دافعت عن النبي ونصرته. وكان لها مكانه عنده "صلي الله عليه وسلم".
* لقد كانت أم هانئ قبل إسلامها متزوجة من هبيرة بن أبي وهب المخزومي. وانجبت منه ثلاثة ابناء. وهم جعدة ويوسف وعمرو. أما زوجها هبيرة قد رفض اعتناق الإسلام يوم الفتح. وقرر الهروب إلي منطقة نجران. وأقام فيها حتي مات مشركا. وكان عندما بلغه خبر إسلام زوجته أم هانئ وهو في مكة قبل ان يهرب. قال أبياتا من الشعر عنها ومنها قوله: " فإن كنت قد تابعت د?ن محمد. وقطعت ا لأرحام منك حبالها. فكوني علي أعلي سحيق بهضبة ململة غبراء يبس بلالها "
* قد أكرمها الله سبحانه وتعالي حين أسري برسول الله "صلي الله عليه وسلم" من بيتها. حيث كان كثيرا ما يزورها وخاصة بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة -رضي الله- عنها. وحدث هذا بعد أن عاد حزينا من الطائف لإعراض أهلها عن دين الله. نزل في بيتها. وصلي العشاء. فجاءت معجزة الإ سراء والمعراج.. وأسري به ثم عاد وصلي الفجر في بيتها وصلت معه هي وأبناءها. ثم قال رسول: الله أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي. ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين. ولما اراد أن يخرج ويخبر قريشا بقصة إسرائه. قالت له أم هانئ: يا نبي الله. لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك. فقال: والله لأحدثنهم. ثم خرج عليه الصلاة والسلام وحدث قومه عن ليلة الإسراء وما حدث له فيها " وما ذكر الإسراء والمعراج إلا وذكر معه اسم أم هانئ " -رضي الله- عنها
* وكان لها موقف من المواقف الرائعة في فتح مكة. وهي عندما نزل رسول الله عليه الصلاة والسلام بأعلي مكة ودارت الحرب في أسفل مكة بين مجموعة من المشركين وبين سرية خالد بن الوليد. وهرب رجلان من بني مخزوم. الذين لم يجدا أي ملجاً في ذلك الوقت إلا أن يدخلا عند أم هانئ بنت أبي طالب. لأنهم من أقارب زوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي. وطالبا منها أن تجيرهما. رغم أن هذا شيئ فيه إهانة كبيرة عند العرب أن يطلبا الإجارة من امرأة. فأجارتهما. وكان أحدهم الحارث بن هشام المخزومي. ولأن رسول الله "صلي الله عليه وسلم" كان قد أهدر دمهم بسبب عداوتهم الشديدة ل لإسلام. فقد غضب أخوها علي بن أبي طالب -رضي الله- عنه. ودخل عليهما وهو يقول: لأقتلنهما. فأغلقت عليهما أم هانئ الباب. وقالت قد أجرتهما. ولكن كان سيدنا علي مصر أن يقتلهما. فقالت: نذهب إلي الرسول عليه الصلاة والسلام. فلما سمع علي ذلك سكت وذهب معها إلي الرسول "ص" وقالت يا رسول الله زعم ابن امي أنه قاتل رجلا قد أجرته. فقال "صلي الله عليه وسلم": قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ. وأمنا من أمنت
* شهدت مع النبي "صلي الله عليه وسلم" غزوتي أحد والخندق.
* ولما كبرت أم هانئ في العمر. ذهبت لرسول الله "صلي الله علين وسلم". وقالت له: يا رسول الله دلني علي عمل فإني قد كبرت وضعفت وبدنت.. فقال " سبحي الله مائة مرة واحمدي الله مائة مرة وكبري الله مائة مرة خير من مائة فرس ملجم مسرج في سبيل الله. وخير من مائة بدنه وخير من مائة رقبة " ابن ماجة. * روت أم هانئ عن رسول الله "صلي الله عليه وسلم" ستة وأربعين حديثا. ومنها أنها قالت: أن النبي ص" قد صلي في بيتها ثماني ركعات غداة فتح مكة. ومنها ايضا قالت: قال رسول الله "صلي الله عليه وسلم" " إن الله تعالي فضل قريشا بسبع خصال لم يعطها أحدا قبلهم. ولا يعطيها أحداً بعدهم. فيهم النبوة وفيهم الحجابة وفيهم السقاية. ونصرهم علي الفيل. وهم لا يعبدون إلا الله. وعبدوا الله عشر سنين لم يعبده غيرهم. ونزلت فيهم سورة لم يشرك فيها غيرهم وهي " لإيلاف قريش".
* وكانت أم هانئ هي والدة البطل جعدة بن هبيرة الذي كان فارسا شجاعا فقيها. وكان له مكانة مرموقة في قريش. وقد تولي ولاية خرسان في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله- عنه. الذي كان يعتبر جعدة من أحب الناس إليه. حيث شارك معه في الكثير من المعارك في فترة خلافتة. ومنها معركة صفين
* بقيت أم هانئ في مكة تحفظ القرآن الكريم وأحاديث الرسول "صلي الله عليه وسلم" حتي وفاتها في سنة "50" هجرية -رضي الله- عنها وأرضاها.
اترك تعليق