هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صحابة عاشوا فى مصر..

أمين الدين بن النجار.. خادم المكفوفين والمساكين

ولد أمين الدين بن النجار سنة خمسة وأربعين وثمانمائة، وأخذ العلم عن شيخ الإسلام البلقيني المدفون بجامعه بشارع بين السيارج بباب الشعرية. والتقي الشمني، والسيدة زينب بنت الحافظ العراقي وغيرهم، كان في علوم الشرع إماما، وفي علوم الحقيقة قدوة.


هو الشيخ الامام الجليل العابد الزاهد القدوة- ترجم له الإمام عبدالوهاب الشعراني فوصفه بقوله: شيخي وقدوتي إلى الله تعالي، العالم العامل المحدث المقريء المواظب على العبادة ليلا ونهارا، الشيخ امين الدين بن النجارالدمياطي، ثم المصري، إمام جامع الغمري رضي الله عنه.

قال عنة الشعراني: إن أولياء مصر وعلماءها كانوا يجيئون لزيارته ويبجلونه، مثل الشيخ محمد بن عنان والشيخ محمد المنير والشيخ أبو بكر الحديدي والشيخ محمد العدل وغيرهم رضي الله تعالي عنهم جميعا.

وكان يقرأ القرآن الكريم بجميع قراءاته، وإذا قرأ القرآن في المحراب تخر الناس إلى الأرض من الخشوع. وكان يتلو القرآن بعد أذان الفجر، فتطير القلوب من حلاوة تلاوته، ويصير الناس يبكون، وسمعه نصراني من مباشري السلطان وهو طالع القلعة فترك دابته وصعد إلى الجامع فاستمع إلي قراءة الشيخ، ثم رمي عمامتة وأسلم، وعلمة الشيخ الصلاة وصلي معه الصبح، ثم لم يزل يصلي خلفه إلى أن مات.

قال الغزي في الكواكب السائرة: وكان يأتية الناس للصلاة خلفه من بولاق ومن نواحي الجامع الأزهر في صلاة الصبح لحسن صوته. وخشوعه وكثرة بكائه حتي يبكي غالب الناس خلفه.

كان الرجل عظيم الهيبة. يكاد من لا يعرفة من هيبته، وكان لا يراة احد من أكابر الدولة إلا وينزل عن دابته ويقبل يديه، ومع ذلك كان يخدم نفسة بنفسه، ويحمل الخبز علي رأسه من الفرن، ويحمل حوائج الطعام، ولا يمكن أحدا من يحمل عنه، وكان غاية في التواضع يخدم المكفوفين والمساكين ليلا ونهارا  ويقضي حوائجهم، وحوائج الفقراء والأرامل ويجمع لهم اموال الزكاة ويفرقها عليهم ولا يأخذ منها شيئا.

كانت وفاة الشيخ أمين الدين سنة تسع وعشرين وتسعمائة ودفن بتربته خارج باب النصر بالقرب من الشيخ الجعبري بترب باب النصر.
قال الشعراني: رأيته رضي الله عنه بعد موته. فروي لي حديثا سنده بالسرياني. ومتنه بالعربي : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: من أدمن النوم بعد صلاة الصبح ابتلاه الله بالبعج. قلت: وما البعج ؟ فقال: وجع الجنب، وكان جنبي لم يزل موجوعا لكوني كنت أنام بعد صبح الجمعة لكونها ليلة سهر في مجلس الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم. فتركت النوم فزال عني الوجع وصرت لا أنام إلا بعد طلوع الشمس.

وقال الشعراني: وإلي وقتي هذا ما أكون في شدة إلا ورأيته في منامي وحصل لي الفرج والحمد الله رب العالمين قدس الله سره ونفعنا بعلومه ورحمه رحمة واسعة.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق