هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

أنت تسأل والمفتي يجيب.. كثرة المصلين علي الميت شفاعة ومغفرة له
علينا أن نتفاءل ونحسن الظن بالله وأن نعلم أن القادم كله خير
ليست هناك نسبة ثابتة محددة لهامش ربح التجار
جمهور الفقهاء اتفقوا علي كراهة قصِّ أظافر الميت
عوض التأخير يكون بمقدار الضرر الفعلي

وردت أسئلة كثيرة ومتعددة يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور دينهم ودنياهم. عرضنا بعضها علي فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية. رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم. فأجاب بالآتي:


هل كثرة عدد المصلين علي الجنازة يعود بالنفع علي الميت؟.
الصلاة علي الجنازة من فروض الكفاية عند جماهير الفقهاء. وقد رغَّب الشرع الشريف فيها. ونَدَبَ اتباع الجنازة حتي تدفن» فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: "مَنْ شَهِدَ الجَنَازَةَ حَتَّي يُصَلِّي فَلَهُ قِيرَاطى. وَمَنْ شَهِدَ حَتَّي تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ". قيل: وما القيراطان؟ قال: "مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ".. وقد تواردت النصوص من السنة النبوية أنَّ كثرة المصلين علي الميت شفاعة ومغفرة له» فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلي الله عليه وآله وسلم يقول: "مَا مِنْ رَجُلي مُسْلِمي يَمُوتُ. فَيَقُومُ عَلَي جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا لَا يُشْرِكُونَ بِاللهِ شَيْئًا. إِلَّا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ".

الظروف التي تمر بها البلاد أصابت البعض بالتشاؤم والإحباط.. فما رأي الدين في النظرة التشاؤمية التي تلازم هؤلاء؟
التفاؤل يبعث علي حسن ظن العبد بالله. كما أنه ترويح للمؤمن وإدخال السعادة إلي نفسه وقلبه. وفيه تقوية للعزائم وباعث علي الجدِّ والعمل. فعلينا أن نتفاءل ونحسن الظن بالله رب العالمين. وأن نعلم بأن القادم كله خير إن شاء الله.
أما التشاؤم فهو سوء ظن بالله سبحانه وتعالي. وإبطاء الهمم عن العمل. ومن أخلاقه صلي الله عليه وسلم أنه كان يعجبه الفأل الحسن والكلمة الطيبة» فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ. وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ". وقد تفاءل رسول الله صلَّي الله عليه وسلَّم في غزواته وحروبه.
ونحذَّر من القنوط أو اليأس من رحمة الله بسبب التقصير في حقه عز وجل فينبغي أن يكونَ الإنسان ذا همَّةِ عالية. فسيحَ الأمل. واسعَ الرجاء. مستشرفًا للمستقبل. عاملًا منتجًا للحياة. يعطيها كما يأخذ منها. وعليه التمسك بالأمل والثقة بالله ففيهما قوةى باعثةى علي العمل. وهما من العوامل المؤثرة في استنهاض النشاط والهمة في الروح والجسد. واستدعاء مظاهر الاستبسال. والكفاح نحو أداء الواجب. ودفع اليائس إلي الجِد. وتكرار المحاولة مرة بعد أخري حتي يتحقق نجاحه.. ومحاسبة الإنسان لنفسه علي ما يصدر عنه من تصرفات أولًا بأول من الأمور المطلوبة شرعًا» فإن ذلك يوقظ وجدانه ويحيي شعوره من أجل استدراك الخطأ إن وُجد فيعمل علي تصحيحه. كي يؤدي عمله بإتقان وهو ما يجمعه حديث رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ".

هل هناك ضوابط لتحديد التجار لهامش الربح؟
ليست هناك نسبة ثابتة محددة ولكن ينبغي ألا تخرج أرباح التجار عن المألوف أو تخالف الضوابط التي تضعها المؤسسات المختصة. وكذلك ينبغي ألا يضيِّق التجار علي الناس بأي صورة كانت. سواء بالاحتكار أو غيره» فلا خلاف بين الفقهاء في أن الاحتكار حرامى في الأقوات» لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "لا يَحْتَكِرُ إِلَّا خَاطِئى" وغيره من الأدلة. فالمحتكر منعدم الضمير وآثم إذا قصد حجب السلع عن أيدي الناس إضرارًا بهم حتي يصعب الحصول عليها وترتفع قيمتها» وبهذا يحصل المحتكرون علي الأرباح الباهظة دون منافسة تجارية عادلة. وهو من أشدِّ أبواب التضييق والضرر. والسلع التي يجري فيها الاحتكار هي كل ما يقع علي الناس الضرر بحبسها. ولا مانع من اتِّخاذ الدولة لأي إجراءات تراها مناسبة في هذه الأمور.
وعلي التجار ضرورة الكسب الحلال وتحري الصدق والأمانة وتفعيل وترسيخ قيمة المراقبة. وهي قيمة عظيمة في الشريعة الإسلامية» حيث إنها أساس تربية الضمير. وإرساء قواعد التعامل مع النفس ومع الآخر ومع الله. وذلك من خلال المكاشفة التي تحافظ علي اتساق الإنسان مع نفسه» فإذا ما التزم كل واحد منا بهذه القيمة العظيمة في نفسه أولًا ومع غيره ثانيًا فضلًا عن علاقته بربه يصبح عامل بناء في مجتمع يحاول أن تكون نفوس أبنائه سوية. وعلاقاتهم صحيحة. بعدها يبدأ بناء الحضارة والرقي والازدهار وإفشاء السلام والأمان في المجتمعات.

ما حكم تقليم أظافر الميت وحلق شعر عانته؟ وكيفية التخلص مِن ذلك. هل يوضع معه في الكفن. أو يُدفن في مكاني آخَر؟.
جمهور الفقهاء اتفقوا علي كراهة قصِّ أظافر الميت أو حلق شعر عانته ما لم توجد حاجة داعية إلي فِعْلِ ذلك.. وإذا وجدت الحاجة فلا حرج في فِعْلِه. ويُضَمُّ معه. ويُجعَل في أكفانه. مع مراعاة احترام الميت. وعدم انتهاك حرمته. بحيث تُستخدَم كل الوسائل الممكنة في تحقيق ذلك.

ما الحكم الشرعي في عوض التأخير من رسوم أو غرامة؟
عوض التأخير يكون بمقدار الضرر الفعلي. ولا يجوز للعميل أن يتأخر في سداد ما عليه من ديون من غير عذر شرعي» لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم: "مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمى. وَمَنْ أُتْبِعَ عَلَي مَلِيّي فَلْيَتَّبِعْ". وإذا تأخر العميل من غير عذر مقبول يمكن أيضًا احتساب عوض تأخير آخر بناء علي الضرر الفعلي مثله مثل فرض التعويض الأول.
إن عدم الالتزام بالاتفاق بشأن أي عملات أو مصروفات لا يجوز شرعًا» لقول النبي صلي الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ. إِلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا أَوْ شَرْطًا أَحَلَّ حَرَامًا".





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق