انتصف الموسم الدرامي الرمضاني والذي يشهد سخونة غير مسبوقة من المنافسة بين كبار النجوم الذين دخلوا مبارزة فنية قدمت مختلف الأصناف الدرامية علي المائدة الرمضانية.

ووسط هذه المنافسة الشديدة استطاعت عددا من الأعمال أن تتصدر المشهد وتخطف أنظار الملايين منذ حلقاتها الأولي بعدما اتقن القائمون عليها صناعتها وتوافرت فيها جميع عوامل الجذب فاستحقت أن تستحوذ على إعجاب الملايين 

يقول الكاتب والناقد دكتور صلاح معاطى : أول عمل شاهدته في اليوم الأول من شهر رمضان بالصدفة هوپ مسلسل "أشغال شقة" للنجم هشام ماجد، ما شدني فيه أن العمل يدور حول طبيب يعمل بالطب الشرعي وزوجته الإعلامية ياسمين (أسماء جلال) يرزقان بتوأم، وبسبب حاجتهم للمساعدة يضطران للبحث عن خادمة "انتصار"، الأمر الذي يعرضهما لكثير من المواقف الطريفة.

خاصة أن شخصية الطبيب الشرعي غير متكررة في الدراما. لكن يؤخذ علي المسلسل في حلقاته الأولي بعض الرتابة والبطء، علاوة على الخروج عن التقاليد المرعية في بعض المشاهد وهي سمة ألاحظها في الدراما بشكل عام في الآونة الأخيرة فلم تكتف المسلسلات بالشتم والسب الخارج والألفاظ النابية، بل أيضا حركات غير لائقة.

كما تألقت النجمة إيمان السيد في أداء الخادمة البارعة بالطبخ لدرجة تتسبب في اكتساب البطلة الكثير من الوزن الزائد بما يهدد مسيرتها المهنية، أما إنعام سالوسة فأجادت دور الخادمة ضعيفة السمع التي تقلب حياة الزوجين رأسا على عقب، كما تألقت النجمة شيرين بدور الحماة المتسلطة التي تتعمد إزعاج زوجة ابنها، ومحمد محمود في دور الطبيب الذي يمارس كل يوم تخصصا طبيا مختلفا وهو ما كان يمكن استغلاله بمواقف كوميدية أكثر من ذلك، من الأعمال التي شدت انتباهي بشكل كبير مسلسل "نعمة الأفوكاتو"، للنجمة مي عمر والنجم أحمد زاهر وإخراج محمد سامي وهو يدور حول المحامية الشابة الطموحة "نعمة" التي تعمل على مساندة زوجها الفاشل كي ينجح في حياته، لكن حياتها تنقلب رأسًا علي عقب بعد اكتشافها خيانته لها، وتحاول الانتقام منه.

في هذا العمل أري مي عمر بشكل آخر قليلة الماكياج وقليلة البهرجة. بالطبع الدور يتطلب ذلك، لكنني شعرت مع بساطتها أن أداءها صار الأكثر عمقا، في حركة عينيها ونظراتها وتقلصات وجهها وصوتها، فبدأت تخرج جوانب أخري رائعة تجعلها أكثر إبداعا وفنا وواقعية، فصدقتها على الفور، أما أحمد زاهر ففي كل عمل يقوم به أشعر أنه يتجه اتجاها أكثر حنكة ومهارة سواء في الأداء أو رسم الشخصية.

  فقيامه بشخصية الشرير خفيف الظل الذي أجادها توفيق الدقن وعادل أدهم سيجعل كتابا يكتبون له خصيصا هذه النوعية التي صار يجيدها بحرفية، مسلسل "نعمة الأفوكاتو" من الأعمال المميزة والمهمة وأتوقع أن يكون في صدارة السباق الرمضاني لهذا العام، لكن أهم الأعمال والذي تركته للآخر لأنه أثار ضجة رهيبة من قبل أن يذاع هو مسلسل "الحشاشين"، فمن قال لماذا هذا العمل فى هذا التوقيت؟ ومن قال إن العمل إسقاط للإخوان من حيث العنف وشهوة القتل والوحشية، ومن قال إن كريم عبد العزيز لم يكن فى مستواه الفني وأنه أضعف أعماله، والحقيقة أن كريم عبد العزيز فنان أثبت نفسه منذ بداياته، ضعه في أي عمل وسيؤديه على أفضل ما يكون، أبهرني كالمعتاد بأدائه المميز وملامح وجهه وبحة صوته.. وقدرته علي التلوين.. هو فنان فاهم تمثيل، أما مرجعيات العمل وهل هو إسقاط على المرحلة الإخوانية، فقد تعودت أن أشاهد العمل دون أي تأثيرات خارجية.

هنا نتحدث في مرحلة تاريخية فى غاية الأهمية، فقد تعودنا عندما نتناول التاريخ أن نأخذ منه الدول الشهيرة كالعباسية والفاطمية والأيوبية ودولة المماليك، ولكن هناك دول كان لها تأثير كبير في التاريخ الإسلامي وفي تشكيل المنطقة العربية كلها كدولة السلاجقة مثلا وغيرها من الدول كالبويهية والغزنوية.. لذلك انصب محور اهتمامي بمسلسل الحشاشين على قراءة التاريخ من جديد وخاصة التاريخ المجهول أو الذي نذكره علي استحياء، العيب الوحيد في مسلسل الحشاشين هو اللغة.

فعندما يتناول الكاتب أو فريق العمل مرحلة تاريخية ما يجب أن يتحري الدقة ليكتب المسلسل باللغة التي يتحدث بها أهل هذه المرحلة، العامية هنا تضعف العمل كثيرا.. وإذا كان البعض يجد مبررا لاستخدام العامية من سوابق درامية كـ الناصر صلاح الدين ووإسلاماه، والمصير، فأقول إن استخدام العامية فى هذه الأعمال كان الأسوأ، ولو كان العمل كله كتب بالفصحي لكان أفضل كثيرا، بشكل عام، مازلنا فى الثلث الأول من الشهر الكريم، نتابع الأعمال بالتأكيد هناك أعمال جيدة وهناك أعمال هابطة. وهناك أعمال لا ترقي للحديث عنها، لكن فى نهاية الشهر الكريم ستكون الصورة بالتأكيد أفضل كثيرا.