هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

بموضع مرابطته فى الخندق.. مسجد سلمان الفارسى الباحث عن الحقيقة

يستعرض موقع "الجمهورية اون لاين" على مدار شهر رمضان المبارك المساجد التى بُنيت فى العهد الاول للاسلام وحملت اسماء الصحابة رضوان الله عليهم 


وتأتى تلك السلسلة توضيحاً لاهمية دور تلك المساجد فى نشر الدين والعلم على السواء حتى اُقيمت حضارة عالمية مزجت بين العقل والروح فدعت الى عمارة الارض وطلب العلم لتنهض اممه وشعوبه وهو ما كان
 
 ونتناول اليوم السادس من شهر رمضان الموافق 16 مارس 2024 مسجد الصحابى "سلمان الفارسى "الاصفهانى المنشأ اول من اسلم من بلاد فارس  

ويُمكن ان نُسميه الباحث عن الحقيقة فسلمان الفارسى والذى اصبح مولى النبى صل الله عليه وسلم والراوى لاحاديثه نسخة نادرة من البشر تُعمل العقل ولا تستسلم الا للحق 

فسلمان صاحب فكرة الخندق فى غزوة الخندق او الاحزاب التى اجتمعت فيها قُريش وحلفائها على المُسلمين ودافع فيها النبى صل الله عليه وسلم واصحابه عن المدينة _كان ماجوسياً خادماً للنار بالنشاة ونصرانيا كما انه مر باليهودية وبحث عن النبى صل الله عليه وسلم وانفق ما يملك حتى يجده 

وكان مسجده الذى تدور حوله حلقتنا هو احد المساجد السبعة احد  وجهة زائرى المدينة من الحجيج والمُعتمرين وغيرهم وهى موجودة فى الجانب الغربى من جبل سلع فى جزء من الخندق الذى بُنى على عهد النبى صل الله عليه وسلم وقد سُمى كل مسجد من السبع مساجد بأسم المُرابطين فى تلك المعركة كلُ فى مكانة الا مسجد الفتح فسُمى بذلك قيل لان تلك الغزوة كانت فتحاً للمسلمين وايضاً لان النبىﷺدعا فيها حيث كان مُصلاةﷺ على رابية مكان بناء مسجدالفتح الذى يبتعد عن مسجد سلمان الفارسى 20 متراً وقد استجاب الله دعوة نبيه بعد ثلاثة ايام 

والمساجد السبعة منها مسجد ابو بكر الصديق ومسجد عمر بن الخطاب ومسجد سلمان الفارسى ومسجد الفتح ومسجد على ومسجد القبلتين والذى يبعد عن المساجد الستة مجموعة بكيلو متر تقريباً 

ومسجد سلمان الفارسى بناه الخليفة عُمر بن عبد العزيز خلال امارته على المدينة وهو يتكون من رواق واحد طوله وعرضه 7 امتار ودرجة صغيرة عرضُها متران وقد تم تجديد المسجد فى عام 575 هجريا واعيد بناؤه فى عهد السلطان العُثمانى عبد المجيد الاول 

وكما ذكرنا يُقال ان المسجد فى مكان مُرابطة الصحابى الجليل حيث كانت غزوة الخندق اول الغزوات التى شهدها مع النبى ﷺفلم يتركه بعدها حتى وفاته ﷺ وقد شهد فتح بلاد فارس وو لى اميراً على المدائن فيها فى عهد عمر بن الخطاب 

ومن روائع شخصية الصحابى الجليل سلمان الفارسى تتضح من روايته لقصته التى سجلها حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنه 

 وملخصها ان "روزبه" ولقبه مابه بِنُ بوذخشان والذى لقبه النبى صل الله عليه وسلم بسلمان الفارسى او سلمان الخير "كان خادماً للنار لانه ولد لاب ما جوسياً كان سيد قومه وعندما اولى له والده موالاة ضيعته لانشغاله فى بناء له مر بكنيسة فأعجبه حالهم وقضى يومه معهم تاركاً ضيعة ابيه "

ولما عاد من غيابه عنها سأله والده فقص عليه حقيقة امره واختياره وتفضيله للمسيحية_فقيد قدمه بالحديد فأرسل سلمان الى القوم فى الكنيسة يوصيهم بأن يُخبروه اذا مر قوم راحلون الى الشام حيثُ ذكروا له انها اصل هذا الدين 

فلما جاءه خبر اصحاب تجارة راحلون الى الشام كسر قيده ورحل مع ركبهم وفى بلاد الشام دلوه الناس على اسقف كنيسه فذهب لمُصاحبته ولكنه وجده اشر الناس كان يامر الناس بالصدقة ويُرغبهم فيها ولا يُعطيها الفقراء حتى اكتنز سبع قلل من الذهب والفضة فكرهه لما وجد 
ولما مات اخبر سلمان الناس الناس على فعلته فلم يدفنوا الاسقف بل صلبوه ورجموه وابدلوا مكانه بأخر فكان خير الناس وخير الصحبة  لسلمان فكان ازهد الناس فى الدنيا وارغبهم فى الاخرة 

وعنما جاءه الموت طلب منه سلمان ان يوصى له برجل على نفس امره فقال له والله ما اعلم رجلاً على ما كنت عليه الا رجلاً فى الموصل فالناس قد هلكوا وبدلوا وتركوا 

وبالفعل ذهب الى الرجل فوجده كما قيل عنه ولما حل اليه امر الله وحضرته الوفاة قال سلمان له اوصى الى كما اوصى بك من قبلك وقال الرجل قولة من قبله وهكذا حتى كان الصاحب الرابع فى عمورية وكان على اخلاق سابقيه من الرغبة فى الاخرة والزهد فى الدنيا فلما حل الموت قال سلمان اوصى لى فقال لا اعلم رجل ُعلى ما كنت عليه ولكنك يظلك زمان نبى يخرج من ارض العرب يُهاجر الى ارض بين حرين بينها نخيل مبعوث بدين ابراهيم عليه السلام ونقل اليه بعض صفاته انه لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية وبين كتفيه خاتم النبوة 

وكان سلمان قد اكتسب بقرات وغُنيمات فلما مر به تُجار من بنو كلاب فأتفق معهم على ان ينقلوه الى ارض العرب فى مُقابل ما يملك من بقرات وغنمات الى انهم غدروا به وباعوه الى رجلٍ يهودى ومن يد هذا اليهودى الى يد يهودى اخر من بنو قُريظة حتى سمع بنبأ نزول النبى صل الله عليه وسلم بقباء جنوب غرب المدينة فذهب اليه ببعض شئ حمله على سبيل الصدقة وقدمها الى النبى صلﷺ وقال له سلمان بلغنى انك رجل صالح ومعك اصحاب غُرباء ذو حاجة فقدمها النبىﷺ الى اصحابه رضى الله عنهم وامسك يده عنها فقال فى نفسه هذه واحدة من الصفات الثلاث  

فأنصرف وتحول عنه وجاءه مرة اخرى وحمل له شئ وقال اننى رأيت انك لا تأكل الصدقة وفهذه هدية اكرمتك بها فأكل منها النبى صل الله عليه وسلم فقال فى نفسه الثانية حتى وصل الى ان رأى خاتم النبوة فتأكد سلمان انه وجد ضالته 

وقد شغل الرق سلمان عن مُشاركة النبى صل الله عليه وسلم فى موقعتى بدر واُحد وقد اعانه النبى صل الله عليه وسلم وصحابته فك رقه بعد مُكاتبة مالكه على زرع 300 نخلة بالفقير واربعين اوقية 

فقد اتى الصحابة بودى النخل منهم من اتى بالثلاثين ودية ومنهم من اتى بالعشرين والعشر فأفقر لها سلمان وزرعها النبى صل الله عليه وسلم 

والمدهش ان الدكتور عبد العزيز عبد الرحمن الكعكى فى كتابة الدر المنثور فى بيان معالم مدينة النبى صل الله عليه وسلم فى العهد النبوى قال ان البُستان لا يزال باق على حاله حتى اليوم وبه بئر ماء عتيقة ويُسمى البُستان 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق