مسلسل "الطارق" هو عمل تاريخي مهم عن قصة حياة القائد الإسلامي طارق بن زياد وفتوحاته في الأندلس والمسلسل كتب بإنسانية شديدة من قبل المؤلف الرائع يسري الجندي. بث لأول مرة في شهر رمضان عام 2004م ومن إنتاج التليفزيون للمخرج أحمد صقر وضم العديد من نجوم الوطن العربي ممدوح عبدالعليم. خالد زكي. أسعد فضة. مكسيم خليل. أحمد ماهر. كاريس بشار. ليلي الأطرش. فادي إبراهيم. عبدالعزيز حشاد. خليل مرسي. رضوان عقيلي. مصطفي حشيش. جومانة مراد. بالاضافة إلي أحمد ماهر في دور القائد العربي موسي بن نصير.
مسلسل "الطارق" تدور أحداثه حول القائد الإسلامي طارق بن زياد "ممدوح عبدالعليم". وترصد مختلف المراحل والتحولات التي مر بها منذ مولده لإحدي قبائل البربر في شمال أفريقيا. وحتي توليه قيادة الجيش ومساهمته في فتح الأندلس مستغلاً حالة التشتت والضعف التي عانت تلك المنطقة. بسبب استبداد حاكمها المتغطرس لذريق "خالد زكي".
يعتبر هذا المسلسل من أشهر المسلسلات التاريخية العربية. حيث يبدو للوهلة الأولي مسلسل سيرة ذاتية تقليدي. إلا أن ذلك التصنيف لا يتسم بالدقة. بل إن تتبع مسيرته الشخصية لم يكن الهدف الأول بالنسبة لصناع العمل. هم فقط أرادوا من خلالها تحقيق أهداف متعددة من بينها رد الواقع السياسي والاجتماعي في تلك الحقبة التاريخية المسكوت عنها. وحملت طياته بعض الأطروحات الفلسفية وناقش مفاهيم الإيمان والمصير والتخيير والتسيير والحد الفاصل بين العدالة والانتقام.
مسلسل "الطارق" تم تصويره ما بين مصر وسوريا والمغرب ومواقعة الحقيقية والفنان الراحل ممدوح عبدالعليم بذل مجهودا كبيرا وكانت الشخصية ليست سهلة فكان الظهور بمسلسل تاريخي كالطارق يصور بين عدة دول وبممثلين من مختلف أنحاء العالم العربي في أماكن صعبة وخطرة مثل الأشغال الشاقة. فعدد من المشاهد الخارجية تم تصويرها في غابات حقيقية وتعرض فريق العمل بالتهديد بالموت وكان بمعدل كل ساعة ترافقهم سيارات إسعاف التي كانت تنقل أحد الممثلين مصاباً بشيء. وبالتالي فالمسلسل عند عرضه حقق النجاح.
ومما لا شك فيه أن هناك كثيراً من الأعمال الفنية والدرامية والأدبية التي تناولت حضارة الأندلس وهناك أعمالاً أكثر تناولت مراحل انهيارها. لكن مسلسل "الطارق" اختار الطريق الصعب وقرر رصد واقع المرحلة التي سبقت بزوغ نجم تلك الحضارة العظيمة. التي استمرت لقرابة ثمانية قرون كاملة. وان انتاجها العلمي والثقافي والفلسفي ساهم في تغيير شكل الحياة علي ظهر الأرض.
هدي سعيد
اترك تعليق