مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صحابيات.. الرميصاء.. أم سليم بنت ملحان

كتب.. سميرة الديب

ام سليم بنت ملحان الأنصارية الشهيرة بالرميصاء. كانت زوجة لمالك بن النضر في الجاهلية وانجبت منه أنس والبراء فلما جاء الاسلام ودخل يثرب وظهرت شمسه في الأفق واستجابت وفود من الأنصار للدين الجديد وأسلموا فقد أسلمت معهم وأصبحت من السابقين الي الاسلام.


وعندما أسلمت أم سليم كان زوجها مالك بن النضر غائبا في مكة فلما عاد الي المدينة وعلم بأسلامها نهرها واتهمها بالجنون وحاولت ان تعرض عليه الإسلام ولكن الشيطان قد عشش في رأسه فغضب عليها ولم يقبل هدي الله.. ولأن الرميصاء كانت تتميز بعزيمتها الأكيدة وإيمانها الراسخ فقد فضلت الإسلام علي زوجها حتي لو كان هذا سيكلفها الكثير من المتاعب لذلك انفصلت عنه.. وظل هو يقاوم الدعوة حتي أصبحت المدينة دار إسلام. فلم يستطع مقاومتها فخرج الي الشام إلا انه قتل في سفره هذا.

ولما شب ابنها انس بن مالك أخذته الي رسول الله ليكون له خادما ويتعلم منه الدين وكان عمره عشر سنين.

بعد موت مالك بفترة قليلة تقدم لخطبة الرميصاء ام سليم زيد بن سهل المعروف بأبي طلحة وكان ذا حسب ونسب ومال وجاه ولكنها ردته واعتذرت له قائلة: "يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرئ كافر وأنا امراة مسلمة فإن تسلم فذاك مهري ولا اريد منك صفراء ولا بيضاء فيكون إسلامك مهري لا أسأل غيره" فأسلم وتزوجها أبو طلحة.. وبذلك تكون الرميصاء صاحبة أغلي مهر في الإسلام وقد حازت ايضا به علي الفضيلة التي وعد بها رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله "فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم".

وبعد ان أسلم أبي طلحة وعرف واجبه في نصرة دين الله فقد شارك مع زوجته في معركة "أحد" وابنها البراء بن مالك وكانت أم سليم تحمل مع عائشة وفاطمة وبعض الصحابيات رضي الله عنهن أجمعين قرب الماء فيسقين الجيش.. وحين تشتت جيش المسلمين في "أحد" ثبتا مع النبي "ص" فيمن ثبت وظل أبو طلحة يصيح: نحري دون نحرك يا رسول الله حتي انتصر المسلمون.

ولقد رزق الله الرميصاء أم سليم وأبو طلحة مولودا اسمياه أبا عمير ولما كبر قليلا اصيب بحمي شديدة ودب الذعر في قلب أبا طلحة لانه ولده الوحيد وظل قلقا عليه وذات يوم مات ابو عمير في حضن امه ولأن ام سليم رضي الله عنها كانت صاحبة عقل راجح وحكمة بالغة وصبر جميل قد غطت ابنها واغلقت عليه الباب.. ثم قامت وتزينت وتعطرت وانتظرت قدوم زوجها ولما حضر سألها عنه فقالت هو نائم دعه يستريح ثم وضعت بين يديه طعاما فأكل ثم نام ابو طلحة وعندما استيقظ لصلاة الفجر قالت له "إن احدا استعار من أحد عارية.. فبعثوا اليهم ليستردوها فأبوا ان يردوها فقال ابو طلحة ليس لهم ذلك ان العارية مؤداه الي أهلها فقالت والدموع تغلبها: فإن ابنك كان عارية من الله. وإن الله قد قبضه فاسترجع.. قال أنس فأخبر النبي بما فعلته فقال بارك الله لهما في ليلتهما".

ثم بعد ذلك انجبت عبدالله الذي عاش حتي قتل في فتوح فارس حيث لعبت ام سليم دورها في تحميس المقاتلين ومداواة الجرحي.
شاركت في جميع الغزوات مع رسول الله ولها قصص مشهورة وكانت دائما تتخذ خنجرا معها ففي يوم حنين قال لها رسول الله "ما هذا الخنجر" قالت "اتخذته إن دنا مني احد من المشركين بقرت به بطنه.

وعن بشارتها بالجنة فقد روي البخاري من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال "قال النبي صلي الله عليه وسلم" رأيتني دخلت الجنة. فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة. ثم سمعت خشفة اي حركة المشي وصوته فقلت: من هذا؟ فقال هذا بلال. ورأيت قصرا بفنائه جارية. فقلت لمن هذا فقال لعمر. فأردت ان ادخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك "فقال عمر بأبي وأمي يا رسول الله. أعليك أغار".
توفيت أم سليم في خلافة معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنها.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق