هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

صحابة عاشوا فى مصر..

الإمام الزاهد الليث بن سعد.. صاحب "المشورة" لقضاة وولاة مصر

الليث بن سعد من آل بيت رسول الله، كان فقيه ومحدث وإمام أهل مصر في زمانه، وصاحب أحد المذاهب الإسلامية المندثرة وُلد في قرية قلقشندة، لأسرة من الفرس من أصبهان من موالي خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي.


كان أحد أشهر الفقهاء فى زمانه، فاق فى علمه وفقهه إمام المدينة المنورة مالك بن أنس، غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره فى الآفاق، مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: "اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكي إِلاَّ أَنَّ أَصْحَابَه لَمْ يَقُوْمُوا بِهِ".

بلغ مبلغًا عاليًا من العلم والفقه الشرعي بِحيثُ إِنَّ مُتولِّي مصر. وقاضيها، وناظرها كانوا يرجعون إِلي رأيه، ومشُورته، عرف بأنه كان كثير الاتصال بمجالس العلم. بحيث قال ابن بكير: "سَمِعْتُ اللَّيْثَ يَقُوْلُ: سَمِعْتُ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمائَةي مِنَ الزُّهْرِيِّ وَأَنَا ابْنُ عِشْرِيْنَ سَنَةً".

وكان يمتلك ثروة كثيرة ولعل مصدرها الأراضي التي كان يملكها، لكنه كان رغم ذلك زاهدًا وفق ما نقله معاصروه، فكان يُطعمُ النَّاس فى الشتاء القارص بعسل النَّحل وسمن البقر، وفى الصيف سويق اللوز في السُكَّر، أما هو فكان يأكل الخبز والزيت، وقيل في سيرته: أنه لم تجب عليه زكاة قط لأنه كان كريماً يعطي الفقراء في أيام السنة» فلا ينقضي الحَول عنه حتي ينفقها ويتصدق بها.

رحل عن مصر وهو فى العشرين إلي مكة للحج سنة 113 هـ، فسمع من علماء الحجاز، ثم عاد إلي مصر وقد علا ذكره، وجلس للفتيا حتى استقل بالفتوي فى زمانه، وعظّمه أهل مصر حتى أن ولاة مصر وقضاتها كانوا يرجعون إلي رأيه ومشورته، بل وتولّي قضاء مصر فى ولاية حوثرة بن سهل فى خلافة مروان بن محمد، كما عرض أبو جعفر المنصور عليه ولاية مصر، فاعتذر.

أثني عليه الكثير من علماء أهل السنة والجماعة، فتناقلت كتب التراجم والسير أقوالهم فى حق الليث بن سعد، فهذا يحيي بن بكير يقول: "ما رأيت أحدا أكمل من الليث"، وقال أيضًا: "كان الليث فقيه البدن، عربي اللسان، يحسن القرآن والنحو، ويحفظ الحديث والشعر، حسن المذاكرة"، وقال أحمد بن حنبل: "الليث ثقة ثبت"، وقال العجلي والنسائي: "الليث ثقة"، وقال ابن خراش: "صدوق صحيح الحديث".

كان لليث بن سعد علاقات طيبة بعلماء عصره. فكان يتبادل معهم المراسلات ويصلهم بالمال وخاصة مالك بن أنس.

كان لليث بن سعد أيضًا منزلته فى علم الحديث، وتعد رواياته عن عطاء بن أبى رباح عن عائشة بنت أبي بكر وعن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عباس وعن نافع مولي ابن عمر عن عبد الله بن عمر وعن المقبري عن أبي هريرة من أعلي روايات الحديث النبوي إسنادًا.

كان ولاة مصر وقضاتها لا يقطعون أمرًا دون مشورة الليث، وكان الليث قد خصص لهم جزء من وقت مجلسه لهذا الأمر، فكان الليث إن أنكر من القاضي أو الوالي أمرًا كتب إلي الخليفة فيأتي أمر العزل، وقد حفظ الولاة لليث قدره منذ كان الليث شابًا، فهذا الوليد بن رفاعة والي الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك علي مصر حين حضرته الوفاة سنة 117 هـ. يسند وصيته لابن عمه عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي، وإلي الليث بن سعد، والليث يومئذ ابن أربع وعشرين سنة.

توفي الليث بن سعد في مصر في يوم الجمعة 15 شعبان سنة 175 هـ، وكانت جنازته عظيمة، وحزن عليه أهل مصر حتى كانوا يعزّون بعضهم بعضًا ويبكون، وصلي عليه موسي بن عيسي الهاشمى والى هارون الرشيد على مصر، دفن الليث بن سعد فى مقابر الصدفيين فى القرافة الصغري، وقبره مشهور.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق