تحتفل مصر بيوم الشهيد في التاسع من مارس كل عام منذ أن أعلنته عام 1969 تخليداً لذكري رحيل رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق عبد المنعم رياض الذي نعاه الرئيس جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر.
إن الاحتفال بيوم الشهيد تأكيد علي فكرة العطاء والتضحية بالروح والدم من أجل كرامة الأوطان وعرض الأمة وشرفها. لذلك تعد هذه المناسبة أغلي المناسبات. فبدماء هؤلاء الشهداء تبني الأوطان ويتحقق الأمن والأمان. ومصر دائما لا تنسي أبناءها الذين جسدوا معاني الولاء والانتماء من أجل رفعة هذا الوطن الغالي.
ولد الجندي البطل كيرلس أشرف في قرية مير القوصية بمحافظة أسيوط في الخامس من يناير عام 1992 الأسرة أصيلة متمسكة بأخلاق ومبادئ أهل الصعيد. وله شقيق واحد يصغره ويدرس في كلية الهندسة. ولظروف عمل والده انتقل إلي القاهرة مع أسرته خلال فترة طفولته واستقروا في مدينة السلام. ومنذ طفولته كان جميلاً وهادئاً ويحب الفن. فكان موهوياً في الرسم والشعر. وقد التحق خلال المرحلة الابتدائية بمدرسة عاطف السادات. والمرحلة الإعدادية بمدرسة "أبو عبيدة ابن عبد المطلب. وفي المرحلة الثانوية بمدرسة مصطفي كامل الثانوية. وبعد نجاحه في الثانوية العامة التحق بكلية التجارة قسم إدارة أعمال بجامعة عين شمس وفور تخرجه في الكلية تقدم بأوراقه لأداء الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة. وبعد انتهاء فترة تدريبه في مركز تدريب المشاة ونجاحه في فرقة الصاعقة وتميزه ولياقته البدنية العالية.. تم توزيعه للخدمة في قطاع شمال سيناء. واختير للانضمام لقوات مكافحة الإرهاب الدولي. وكان ضمن قوات تأمين مطار الجورة في الشيخ زويد.
ومنذ أن وطأت قدماء أرض سيناء كان مثالاً للجندي المقاتل الفذ دمث الأخلاق الشجاع المخلص. وذلك بشهادة قادته وزملائه الذين ما زالوا يتذكرونه حتي الآن. وقد شارك مع زملائه في العديد من التمشيطات والمداهمات واستشهد البطل أثناء مشاركته في عملية حق الشهيد وهو يقاتل مع زملائه وذلك في الرابع عشر من سبتمبر 2015.
تقول والدته "مهما تحدثت عنه لن أوفيه حقه. فكان ابنا وأيا وصديقا. وكان شهما للجميع. أما والده فيقول: كان ابنا باراً ورائعا في كل شي وبالطبع فراقه كسرني. لكني فخور بأنه بطل شهيد".
وأقيمت له جنازة مهيبة. وتم تشييع جثمانه من كنيسة العذراء مريم بمدينة السلام. وتكريم اسرته من القوات المسلحة والعديد من الجهات الحكومية والأهلية.
ولد البطل الشهيد رائد مهندس. سامح السيد موسي عبد الجواد في 25 أكتوبر 1993 بمدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية لأسرة مصرية أصيلة. هو رابع أبنائها. ومنذ طفولته كان هادئاً ودمث الخلق وحصل علي جميع الشهادات التعليمية بتفوق وتميز. فحصل علي الشهادة الابتدائية عام 2006 من مدرسة أحمد عرابي بمدينة بلبيس والشهادة الإعدادية عام 2009 من مدرسة طلعت حرب بمدينة بلبيس أيضا. أما الشهادة الثانوية فحصل عليها عام 2013 من مدرسة العاشر الثانوية بنين بمدينة العاشر. وبعد الثانوية العامة التحق بكلية الهندسة بجامعة عين. شمس. وفي العام التالي قرر الالتحاق بالكلية الفنية العسكرية. وذلك في نوفمبر 2013 ومنذ عامه الأول في الكلية كان مثالا للانضباط والتفوق. ونتيجة لتميزه وتفوقه في البحث العلمي تم تكريمه مرتين من مدير الكلية الفنية. وقد تخرج في 2018/7/22. وكان من الأوائل. وفور التخرج التحق بسلاح المهندسين العسكريين كما أنه تم تكريمه من جامعة القاهرة في يوم تفوق المهندس المدني تحت إشراف نقابة المهندسين في 2018. عام كما كان متميزاً رياضياً منذ طفولته. إذ التحق بفريق الناشئين في نادي الزمالك منذ عام 2003 وحتي عام 2008. ثم التحق بنادي طلائع الجيش منذ عام 2008 حتي عام 2013. وفي الكلية الفنية التحق بفريق كرة القدم. وكان قائد الفريق. وتم تكريمه علي تفوقه الرياضي في الكلية 3 مرات.
ومن أهم الأماكن التي خدم فيها بعد تخرجه كتيبة إنشاءات مهندسين في الجيش الثالث الميداني. والتي خدم فيها حتي يناير 2020. وتم تكريمه من رئيس الشعبة الهندسية للجيش الثالث وقتها. كما خدم في كتيبة إنشاءات حتي فبراير 2012. وحصل علي العديد من الفرق والدورات. ومنها فرقة صاعقة في عام 2015. وفرقة مظلات في 2016. وفرقة قادة فصائل. وتم تكريمه لحصوله علي المركز السادس. وذلك في عام 2018. كما نفذ مشروعات مجمع البنوك ومشروع اتفاق القصر الجمهوري في العاصمة الإدارية الجديدة وتم : تكريمه بعد الانتهاء منها. بجانب تنفيذه مشروع كمبوند الشرنقل هايتس ونتيجة لتميزه تم اختياره ضمن قوات قوات حفظ السلام الدولي. والتي التحق بها في فبراير 2021 في دولة مالي. وتولي خدمته في كتيبة النقل المصرية بمدينة جاو. حتي استشهاده يوم 17 مارس عام 2022 أثناء تأدية عمله. إثر انفجار عبوة. تاركا زوجته وابنه .
وبشهادة كل من عرفه كان الشهيد آية في الأخلاق والتدين والرقي وكان بارا بأهله ومحبا ومحبوبا من الجميع.
وقد أقيمت له جنازة مهيبة. وتم تكريم أسرته من الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة وبعض الجهات العسكرية والمدنية.
ولد الشهيد البطل اسامة فراج. في قرية الزيتون بمركز ناصر بمحافظة بني سويف في 6 يناير 1996. من أسرة بسيطة مكافحة. وتلقي تعليمه الابتدائي في المدرسة الابتدائية بنين بالزيتون والمرحلة الإعدادية بالمدرسة الإعدادية بالزيتون. وكان حسن الخلق ومتفوقاً ومحبوباً من الجميع. وكان يساعد والده في أعمال المحارة خلال الإجازات. وبعد التحاقه بالمرحلة الثانوية رغب في الالتحاق بصفوف القوات المسلحة مثل أخيه الأكبر خالد الذي غرس فيه حب الوطن. وبالفعل التحق بمعهد ضباط الصف وتخرج فيه عام2012 بسلاح المدفعية. وعقب تخرجه. خدم في المليز وفي عدة كمائن بسيناء. ثم طلب من قائده الذهاب إلي كمين كرم القواديس وتمت الموافقة علي طلبه.
وفي 15 أكتوبر وقع هجوم إرهابي علي كمين كرم القواديس. وتصدي له ابطال الكمين بكل شجاعة رغم سقوط شهداء ومصابين. وأسرع بطلنا بسلاحه وصعد إلي أعلي الكمين وتعامل مع الإرهابيين ومعه جندي. وظل يقاوم إلي آخر نفس رغم إصابته بطلقتين في البطن والقدم. لكنه صمد وأكمل التعامل رغم شدة الهجوم والقصف حتي استشهد وهو يدافع عن كمينه وزملائه. وقدم بطولة رائعة رغم سنه الذي لم يتجاوز 22 عام.
وتقول عنه والدته: كان أحن وأطيب إخواته ودايما حاسس بيا.. وبوفاته فقدت شي كبير.. أبكي عليه كل يوم وساعة وبستني يوم الجمعة عشان أزوره في قبره وأكلمه.. ويوم استشهاده قلتله هاجيلك كل جمعة ولو مقدرتش تعالي إنت... وفعلا لو تعبت ومزرتوش بيجيلي في الحلم.. اقسم بالله حاساه عايش معايا .. كنت مستعجلة أجوزه وهو كان بيأجل لغاية ما وافق وكان هينزل أجازة يخطب.. لكن نزل ملفوف بالعلم.
أما شقيقه الشهيد فتقول أخويا استشهد بعد فرح به 3 شهور .. وفي آخر رمضان كان في فرقة ترقية وكان فرح قرب وجابل جهاز كله .. كان حنين وطيب وصبور علي البلاء والعمل... وكان الشهيد يمتاز بالهدوء والرزانة والعقل والحكمة وحب الجميع وتحمل المسئولية وقد أقيمت له جنازة شعبية مهيبة في 17 أكتوبر 2017 . وتم تكريم اسمه وأسرته من القوات المسلحة والدولة والعديد من الجهات الرسمية والشعبية.
ولد العقيد أح/ أحمد شحاتة عبد المقصود سلامة. في الثاني عشر من يناير عام 1982 في حي العجوزة بالقاهرة. وكان والده صحفيا في إحدي الجرائد القومية ووالدته وهبت حياتها لتربية أبنائها. أما بطلنا فكان يتسم منذ صغره بحسن الخلق والاتزان والهدوء والشجاعة والمثابرة. وقد التحق بالمدرسة القومية في العجوزة خلال المرحلة الابتدائية. ثم بمدرسة الأورمان خلال المرحلة الإعدادية أما المرحلة الثانوية قضاها في مدرسة كفر صقر بنين بمحافظة الشرقية بعد انتقال الأسرة إليها. وبعد حصوله علي الثانوية العامة التحق بالكلية الحربية. وتخرج منها عام 2001 والتحق بسلاح المشاة. ثم انضم لقوات الصاعقة. والتي ظهر معها تميزه ومهاراته. مما جعله محط أنظار قادته الذين توقعوا له مستقبلاً متميزاً. ومن خلال المناصب التي تولاها أثبت المزيد من التميز والكفاءة خاصة أنه حصل علي تدريب السيل الذي يعد أعلي تدريب قتالي في العالم. ليتمكن من تحقيق نجاحات كبري في مجال اصطياد العناصر الإرهابية والتصدي لشرهم. كما اقترن اسمه بزميليه الشهيدين العقيد أح/ أحمد منسي والعقيد أح/ رامي حسنين.
وتولي العديد من الوظائف والمناصب العسكرية. فعمل معلماً في مدرسة الصاعقة. ثم خدم في أقوي وحدة لمكافحة الإرهاب.
وبعدها تم ترشيحه للالتحاق بقوات حفظ السلام وسافر للخدمة في السودان وبعد عودته تم تعيينه قائدا ثانيا في كتيبة بالشيخ زويد. ثم عين قائداً لكتيبة مشاة ميكانيكي في شمال سيناء حتي لحظة استشهاده. كما حصل علي جميع الفرق الحتمية في سلاحه بتفوق بجانب الكثير من الفرق والدورات التأهيلية والتخصصية. ومنها فرقة الإرهاب الدولي. ثم التحق بكلية القادة والأركان وحصل. علي دورة أركان حرب وماجستير في العلوم العسكرية. واستشهد في الخامس والعشرين من فبراير 2020. تاركاً زوجته وابنه وابنته. وذلك أثناء تمشيط إحدي نقاط منطقة كرم القواديس في شمال سيناء مع جنوده ومداهمة مخابئ عناصر إرهابية بمفرده. لينقذ رجاله من انفجار عبوات ناسفة كانت معدة لاستهدافهم. وتقول شقيقته: "علاقته بنا كانت مميزة. وكان باراً بوالدينا ورغم أنه أصغرنا. إلا أنه كان الأكبر في احتوائنا. أما زوجته فتقول: كان زوجا وأبا مثاليا وفي غاية الحنان. كما كان متفانياً في عمله وكان ولاؤه الأول والأخير للقوات المسلحة وكثيرا ما تمني الشهادة.
أقيمت له جنازة عسكرية مهيبة. وتم دفنه بأفروله دون أن يغسل وأطلق اسمه علي مدرستين في العريش والشرقية.
ولد العميد اح/ مصطفي عبيدو في قرية وردان بمركز ومدينة منشأة القناطر بمحافظة الجيزة في الخامس من يونيو 1975 لأسرة مصرية أصيلة. ومنذ طفولته كان مثالاً للانضباط وحسن الخلق والتميز والبر بأهله وتلقي جميع مراحل تعليمه حتي الثانوية في قريته. ثم التحق بالكلية الحربية. وتخرج منها عام 1996 بسلاح المشاة وتولي العديد من الوظائف القيادية. ومنها قائد فصيلة مشاة. وعضو بهيئة تدريس الكلية الحريبة. وقائد كتيبة مشاة ميكانيكي. ورئيس أركان لواء مشاة. وآخر منصب: تولاه كان قائد لواء مشاة ميكانيكي في الجيش الثاني الميداني. وقد حصل علي جميع الفرق الحتمية لضباط المشاة ونال ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان بجانب ماجستير العلوم العسكرية البرية من دولة السودان. وقام البطل مع رجاله بسلسلة كبيرة من المداهمات علي أوكار التكفيريين ليدمرها ويقاتل بشرف وشجاعة ضد أعداء الدين والوطن الذين نصبوا أكثر من كمين مجهز بعبوات ناسفة للنيل منه. لكنه كان بارعا في تحركاته وتصرفاته خلال مهاجمة هؤلاء الخونة. وقاد رجاله في مهام بارزة ومنها الدفاع عن كل شبر بمنطقة سبيكة في بئر العبد. وكان دائم المرور علي جميع الكمائن في المنطقة. والمنتشرة علي طول الطريق الساحلي لبث الروح المعنوية العالية لدي أبطاله. ويحل المشاكل التي تواجه رجاله الجنود. كما أقام علاقات كبيرة وطيبة مع أهالي المنطقة ومشايخ القبائل الذين أجمعوا - دون استثناء - علي حسن خلق البطل وحكمته في تقليل الصعاب لهم.
وفي مطلع عام 2020 أرشد أحد العناصر التكفيرية عن مجموعة كبيرة من التكفيريين فجهز البطل مجموعة من رجاله الضباط والجنود. وداهموا الوكر الخاص بهؤلاء التكفيريين. وقبضوا علي 19 عنصرا. وكان من بينهم اخطر العناصر. والذين شاركوا ضمن العملية الإرهابية الشهيرة بمسجد الروضة.
واستشهد بطلنا يوم الأحد 11فبراير 2020 أثناء مداهمة إحدي البؤر الإرهابية والقبض علي عناصرها خلال العملية الشاملة في سيناء وقد أقيمت له جنازة مهيبة في مسقط رأسه. شارك فيها الآلاف بحضور قيادات وضباطي وصف وجنود من القوات المسلحة وعناصر من وزارة الداخلية. واطلق اسمه علي مدرسته الثانوية في منشأة القناطر. وتم تكريم روحه من رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والعديد من الجهات الحكومية والأهلية.
وتقول عنه زوجته كان قائداً إنسانا. وكان يجمع بين الجدية والحزم والحنان وسعة الصدر للجميع في العمل وكان لي نعم الزوج ولأبنائنا نعم الأب كما كان خفيف الظل ومحبوبا من الجميع. ورغم انشغاله وسفره بسبب عمله إلا أنه كان يربي أبناءنا علي الانضباط والأخلاق. وكان يزرع في ابننا سيف بذرة البطولة. وكان بطلنا يقول دائماً: احنا الجيل اللي انكتب عليه إنه يحارب ويفدي البلد بدمه زي جيل أكتوبر 1973
ولد الجندي محمد جمال. في الثاني عشر من فبراير عام 2000 لأسرة طيبة رزقها الله بثلاثة أبناء هو أكبرهم ومرت طفولته بهدوء وكان دائما أكبر من عمره وشجاعته ومساعدة أهله وقد تلقي تعليمه الابتدائي والإعدادي في ثم التحق بمدرسة الشيخ زايد الثانوية الفندقية. وحصل منها علي دبلوم سياحة وفنادق عن سماته. فكان دائما مبتسما ومقبلا علي الحياة ومرحاً ومحبوباً من الجميع. كما كان شديد الغيرة علي بيته وأهل منطقته.
تقول والدته إنه كان بارا بهم ودمث الخلق ومعطاء. ولم يسبب لهم أي مشاكل. وبعد التحاقه بالخدمة العسكرية في سيناء كان سعيداً. ولم يخش المخاطر الموجودة هناك وكان يتمني الشهادة مثل الكثير من الأبطال الذين خدموا في سيناء.
أما والده فيقول: كان ابني رائعا في كل شئ. وكان يشعر بنا ويساعدنا كما كان فخوراً بأداء واجبه الوطني ويحرص علي طمأنتنا بأنه بعيد عن الخطر. ورغم ألم فراقه لكنه لا يغلي علي الله ولا علي الوطن.
قد عمل بطلنا في كثير من المهن. حتي أثناء فترة تأديته الخدمة العسكرية : كان يعمل خلال إجازاته ليساعد أسرته وينفق علي نفسه. وفي آخر إجازة له. وقبل استشهاده بأيام كانت كل تصرفاته تشير إلي أنه أنه سيكون شهيدا. فكان مرحا ودائم الابتسامة كما زار جميع أصدقائه ومعارفه وكأنه يودعهم. واستشهد في 7 مايو 2022 عندما هاجمت مجموعة من العناصر التكفيرية نقطة رفع مياه عرام في وسط سيناء. والتي كانت مقر خدمته. فتم التعامل معهم حتي استشهد محمد وعدد من زملائه وهم يؤدون واجبهم الوطني.
اترك تعليق