هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من قصص التابعين

أبو مسلم الخولاني.. شبيه الخليل إبراهيم في النجاة من النار 

هو سيد التابعين وزاهد العصر أبو مسلم الخولاني الداراني واسمه عبد الله بن ثوب وقدم من اليمن. وقد أسلم أيام النبي صلي الله عليه وسلم فدخل المدينة في خلافة الصديق. وحدث عن عمر ومعاذ بن جبل وأبي عبيدة وأبي ذر الغفاري وعبادة بن الصامت وروي عنه أبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير وعطاء بن أبي رباح وشرحبيل بن مسلم. 


وقبل أن يأتي أبو مسلم المدينة كان الأسود العنسي الذي ادعي النبوة قد طرحه في النار فلم تضره فكان يشبه بالخليل عليه السلام.. فقد جاء في صفة الصفوة لابن الجوزي عن شرحبيل بن مسلم الخولاني قال: تنبأ الأسود بن قيس العنسي باليمن فأرسل إلي أبي مسلم فقال له: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم. قال: فتشهد أني رسول الله؟ قال: ما اسمع. قال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم قال: فتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع قال: أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم قال: فتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع. قال: فأمر بنار عظيمة فأججت وطرح فيها أبو مسلم فلم تضره فقال له أهل مملكته: إن تركت هذا في بلادك أفسدها عليك. فأمره بالرحيل فقدم المدينة وقد قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر. فقام إلي سارية المسجد يصلي فبصر به عمر بن الخطاب. فقال: من أين الرجل؟ قال: من اليمن - قال: فما فعل عدو الله بصاحبنا الذي حرقه بالنار فلم تضره؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب. قال: نشدتك بالله عز وجل أنت هو؟ قال: اللهم نعم . قال: فقبل ما بين عينيه. ثم جاء به حتي أجلسه بينه وبين أبي بكر وقال: الحمد لله لم يمتن حتي أراني في أمة محمد صلي الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الرحمن عليه السلام .

وفي زهده قال علقمة بن مرثد: انتهي الزهد إلي ثمانية من التابعين منهم أبو مسلم الخولاني. فإنه لم يكن يجالس أحداً يتكلم في شيء من أمر الدنيا إلا تحول عنه. فدخل ذات يوم المسجد فنظر إلي نفر قد اجتمعوا فرجا أن يكونوا علي ذكر الله تعالي. فجلس إليهم وإذا بعضهم يقول: قدم غلامي فأصاب كذا وكذا. وقال آخر: جهزت غلامي. فنظر إليهم وقال: سبحان الله أتدرون ما مثلي ومثلكم؟ كمثل رجل أصابه مطر غزير وابل فالتفت فإذا هو بمصراعين عظيمين فقال: لو دخلت هذا البيت حتي ذهب هذا المطر. فدخل فإذا البيت لا سقف له. جلست إليكم وأنا أرجو أن تكونوا علي ذكر وخير فإذا أنتم أصحاب دنيا .

وعن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: كان أبو مسلم الخولاني إذا انصرف من المسجد إلي منزله كبر علي باب منزله فتكبر امرأته فإذا كان في صحن داره كبر فتجيبه امرأته. فإذا بلغ إلي باب بيته كبر فتجيبه امرأته فانصرف ذات ليلة عند باب داره فلم يجبه أحد فلما كان في الصحن كبر فلم يجبه أحد. فلما كان في بيته كبر فلم يجبه أحد. وكان إذا دخل بيته أخذت امرأته رداءه ونعليه ثم أتته بطعامه قال: فدخل فإذا البيت ليس فيه سراج وإذا امرأته جالسة منكسة تنكت بعود معها. فقال لها: مالك؟ فقالت: أنت لك منزلة من معاوية وليس لنا خادم فلو سألته أعطاك فقال: اللهم من أفسد امرأتي فأعم بصره. قال: وقد جاءتها امرأة قبل ذلك فقالت: زوجك له منزلة من معاوية فلو قلت له يسأل معاوية أن يخدمه ويعطيه عشتم. فبينا تلك المرأة جالسة في بيتها إذ أنكرت بصرها فقالت: ما لسراجكم منطفئ؟ قالوا: لا فعرفت ذنبها. فأقبلت إلي أبي مسلم تبكي وتسأله أن يدعو الله عز وجل لها يرد عليها بصرها. فرحمها أبو مسلم فدعا الله عز وجل لها فرد عليها بصرها.
   
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق