أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم توجيه الشكر لروي فيتوريا المدير الفني البرتغالي بعد عاماً ونصف من توليه مهمة تدريب المنتخب الوطني.
جاء هذا القرار تماشياً مع حالة الغضب المنتشرة بين مشجعي كرة القدم المصريين والذين ساءهم خروج المنتخب من أمم أفريقيا 2023.
وقد ساهمت إقالة البرتغالي في تهدئة الشارع الرياضي بعض الشيء، ولكن الآن حان وقت تقييم تجربة البرتغالي بعقلانية وتروي.
عيّن فيتوريا مديراً فنياً للمنتخب القومي في 12 من شهر يوليو عام 2022 خلفاً للمصري إيهاب جلال، والذي لم تمتد فترة قيادته للمنتخب سوى شهرين!
وقد تم التعاقد مع فيتوريا نظراً لملفه المميز مع فريق النصر السعودي، وهذا يعكس خبرته بالكرة الشرق أوسطية.
منذ تولي فيتوريا مهمة إدارة المنتخب الوطني وحتى قبل المشاركة في كأس الأمم الأفريقية، قاد الرجل المنتخب في 14 مباراة دولية تمكّن من تحقيق الفوز في 12 مباراة منها.
وإحقاقاً للحق، فقد كان بعض هذه المباريات أمام فرقاً أفريقية متواضعة المستوى مثل جيبوتي والتي تمكّن المنتخب المصري من الفوز عليها بسداسية نظيفة.
وهذه هي حجه إقالة الرجل الأساسية، فمعظم المباريات التي حقق فيها الرجل نتائج إيجابية جاءت أمام منتخبات متواضعة نسبياً مثل مالاوي وجنوب السودان وتنزانيا وسيراليون.
الأداء اللاعب للمنتخب المصري تحت قيادة فيتوريا قبل أمم أفريقيا 2023، ساهم في رفع آمال المصريين عالياً.
فالكل كان يعتقد أن المنتخب المصري سيكون من أبرز المرشحين للحصول على اللقب بجانب المنتخب المغربي ومنتخب كوت ديفوار صاحب الأرض.
بدأت البطولة بأداء مميز للمنتخب المصري أسفر عن هدف مبكر في شباك موزمبيق، ولكن سرعان ما استطاع المنتخب الموزمبيقي الانتفاض والعودة مرة أخرى مسجلاً هدفين!
تمكّن المنتخب المصري من التعادل في اللحظات الأخيرة للمباراة بضربة جزاء، وبدأ التفاؤل يشوبه بعض القلق من تردي الأداء.
المباراة الثانية كانت أمام المنتخب الغاني القوي، وما عقّد الأمور أن المنتخب الغاني تلقى الهزيمة في مباراته الأولى أمام الرأس الأخضر.
المباراة كانت محورية للمنتخبين، الأمر الذي ظهر جلياً في صعوبة تحقيق التقدم أو السيطرة على مجريات المباراة.
ومع ذلك، فقد نجح المنتخب المصري في الوصول للمرمي الغاني أكثر، وحافظ على نسبة استحواذ أكبر كذلك. إلا أن المباراة انتهت بالتعادل الإيجابي مع خسارة محمد صلاح!
خرج محمد صلاح مصاباً بشد في العضلة الخلفية، إصابة أشعلت الوسط الرياضي المصري وسط اتهامات بتزييف الإصابة وجّهت للنجم من بعض أعلام الوسط الرياضي مثل اللاعب إبراهيم سعيد.
بالتأكيد أججت هذه الاتهامات من غضب الجماهير، كما جاء إعلان يورجن كلوب عن عودة صلاح لناديه ليفربول لتلقي العلاج بمثابة صب الخل على الجرح!حضور النجم المصري في صفوف المنتخب كان له ثقلاً كبيراً، فالكثير من المتابعين وضعوا رهاناتهم عبر مواقعالكازينوهات العربية بفوز المنتخب المصري لوجود النجم بين صفوفه.
أربكت الإصابة حتى المدرب فيتوريا، الذي طلب عدم الإعلان عن إصابة النجم كقرار إستراتيجي تكتيكي يساعد المدرب في مفاجأة الخصوم!
ولكن لم يشفع ذلك للمنتخب المصري، الذي لم ينجح سوى في تحقيق تعادل مخيب للآمال أمام بدلاء منتخب الرأس الأخضر.
تأهل المنتخب المصري بهدية قدمها له لاعبي المنتخب الموزمبيقي الذين حققوا التعادل مع المنتخب الغاني.
تنفست الجماهير الصعداء، وتمنت أن يتمكن المنتخب المصري من العودة وكشف كافة إمكانياته الحقيقية في مباراة دور 16 أمام الكونغو.
لكن أداء المنتخب المتذبذب استمر على حاله، وتمكّنت الكونغو التي تعادلت مع المغرب في دور المجموعات من تحقيق نفس النتيجة وجر المنتخب المصري إلى ضربات الجزاء الإقصائية.
خرج المنتخب المصري بضربات الجزاء الترجيحية بنتيجة 8 – 7، ووجه الشارع الرياضي المصري صوابع الاتهام إلى فيتوريا.
أعلن اتحاد كرة القدم إقالة البرتغالي روي فيتوريا، وقرر العودة مرة أخرى إلى سياسة المدرب المحلي معلناً الاستعانة بحسام حسن.
استقبل الشارع المصري القرار بمشاعر مختلطة، فالبعض يخشى من الإدارة المتهورة بعض الشيء للتوأم، والبعض يرى أنهما قادرين على تحقيق إنجازات كبيرة مع المنتخب المصري.
وعلى الجانب الآخر، قلق البعض من تصريحات حسام حسن السلبية عن نجم الكرة المصري محمد صلاح بعد خروج النجم مصاباً من مباراة غانا وعودته إلى إنجلترا لتلقّي العلاج.
كيف ستؤثر هذه التصريحات علىالعلاقة بين المدرب الجديد والنجم الأشهر في تاريخ الكرة المصرية؟
المدرب الجديد صرّح وقت عودة محمد صلاح لإنجلترا للعلاج بأنه يرى أن وجود النجم كان ضرورياً حتى لو لم يتمكن من اللعب لمساندة زملائه معنوياً.
وصرّح بأنه في حال وصول منتخب مصر إلى الجولة النهائية من البطولة، فإنه يرى عدم جواز عودة محمد صلاح مرة أخرى لأن هذا يعتبر تعدياً على مجهود وحق زملائه في المنتخب.
الأيام القادمة سوف تكشف لنا المزيد عن النهج الذي يريد به المدير الفني الجديد إدارة المنتخب الذي يحمل على عاتقه أحلام مئة مليون مصري محبين لكرة القدم.
اترك تعليق