إن النصر من عند الله لتحقيق قدر الله وليس للرسول- صلى الله عليه وسلم- ولا للمجاهدين معه في النصر من غاية ذاتية ولا نصيب شخصي كما أنه ليس له ولا لهم دخل في تحقيقه، وإن هم إلا ستار القدرة تحقق بهم ما تشاء! فلا هم أسباب هذا النصر وصانعوه ولا هم أصحاب هذا النصر ومستغلوه! إنما هو قدر الله يتحقق بحركة رجاله، وبالتأييد من عنده لتحقيق حكمة الله من ورائه وقصده .
أَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمّا يَأتِكُم مَثَلُ الَّذينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَسَّتهُمُ البَأساءُ وَالضَّرّاءُ وَزُلزِلوا حَتّى يَقولَ الرَّسولُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ مَتى نَصرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصرَ اللَّهِ قَريب [البقرة: ٢١٤] فإذا اشتد الكرب أذن الله بالفرج
قال العلامة عبد الرحمٰن السعدي رحمه الله تعالىٰ إذا اشتد البأس وكاد أن يستولي على النفوس ، أنزل الله فرجه ونصره، ليصير لذلك موقع في القلوب، وليعرف العباد ألطاف علام الغيوب.
اترك تعليق