قال الدكتور عطية لاشين استاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر الشريف _إن الكبر بمعنى التعالي على الغير وازدراء الآخرين كبيرة من كبائر الذنوب لا يصح أن يوصف بها أحد غير المولى عز وجل لأن من أسمائه الحسنى وصفاته العليا الجبار المتكبر
ولفت الى ان اتصاف أي مخلوق بالكبر من دون الله كان مُنازعاً لله في صفاته وبهذا يُصبح مستحقا لغضبه وشديد عذابه مبيناً ان للكبر علامات وأسباب فأما علاماته منها
_ عدم قبول المتكبر للحق إذا كان ضده وفي مصلحة غيره ودفعه ورده وعدم الانصياع له والاعتراف به لأنه لا يرى الحق إلا من خلاله قال الله عز وجل حاكيا هذه الصفات "قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ "سورة غافر - الآية 29
_ومنها عدم قبول النصيحة إذا همس بها في أذنه ناصح أو أهداها إليه واعظ لأنه ينظر إلى الناس من برج عاج فكيف يقبل نصيحة من دونه كما يدعي قال الحق سبحانه ؛"وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ "سورة البقرة - الآية 206٠
وأما أسباب الكبر فكثيرة أيضا منها :إنه يتعالى على الغير بما أنعم به الله عليه ناسبا النعمة إليه ناسيا أن كل شيء من عند الله قال في ذلك الحق عز وجل "وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍۢ فَمِنَ ٱللَّهِ" سورة النحل - الآية 53
وبين استاذ الفقه المقارن ان الاعتناء بالمظهر ليس من الكبر إلا إذا اقترن بذلك علامة من علامات الكبر التي سبقت الإشارة إليها أما مجرد اهتمام الإنسان بمظهره وتحسين ثيابه فلا يدل ذلك على الكبر
وقد ورد فى صحيح مسلم ان النبى صل الله علي وسلم قال "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ.
اترك تعليق