تواترت الأحداث السياسية بين فلسطين وإسرائيل أمس عقب طوفان الأقصى وقيام الفلسطنيين باقتحام إسرائيل وأسر بعض مواطنيها.
من جانبه حيِّا الأزهر _فى بيان له_ بكل فخر جهود مقاومة الشعب الفلسطيني الأبي، مطالبا العالم المتحضر والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال إسرائيل لفلسطين، وأنَّ هذا الاحتلال هو وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين ولا يعرف سوى ازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
وهذا الحدث يدفعنا للتذكير بما يتمتع به المسجد الأقصى من بركات دينية ودنيوية والتى أشار إليها الأزهر سابقاً ؛أما البركات الدينية فمن مظاهرها: أنَّ هذه الأرض التي حوله، جعلها الله ـ تعالى ـ مقرًّا لكثير من الأنبياء،وأما البركات الدنيوية فمن مظاهرها: كثرة الأنهار والأشجار والثمار والزروع في تلك الأماكن.
وقد قيل في خصائص المسجد الأقصى أنه متعبَّد الأنبياء السابقين، ومسرى خاتم النبيين، ومعراجه إلى السموات العلا وأولى القبلتين وثاني المسجدين، وثالث الحرمين، لا تُشدُّ الرحال بعد المسجدين إلا إليه.
وعند الحديث عن بناء المسجد الأقصى،أشار الدكتور علي جمعة_المفتي السابق_إلى أننا نجد أن هذه المسألة شغلت العلماء والمؤرخين المسلمين كثيرا؛ حيث اختلف فيمن أقام بناءه الأول:
فالرأي الأول: أن آدم عليه السلام هو الذي أسس كلا المسجدين، ذكر ذلك العلامة ابن الجوزي، ومال إلى ترجيح هذا الرأي الحافظ ابن حجر في الفتح، واستدل له بما ذكره ابن هشام في كتاب التيجان : أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه فبناه ونسك فيه، وهذا القول أثبت -كما قال الحافظ في الفتح- وعليه فإن الذي أسس المسجد الأقصى هو آدم نفسه أو أحد أبنائه؛ لأن المدة الفاصلة بين المسجدين أربعون سنة فقط.، (فتح الباري 6/409).
الثاني: أن الخليل إبراهيم عليه السلام هو الذي أسس المسجد؛ لأن بناءه للمسجد الحرام مشهور بنص القرآن، وإذا ثبت بالنص أنه بنى الكعبة، فإن بناءه للمسجد الأقصى محتمل راجح لقرب العهد بين المسجدين، وممن نصر هذا القول الشيخ ابن تيمية حيث قال: والمسجد الأقصى صلت فيه الأنبياء من عهد الخليل (مجموع الفتاوى 27/258)، وفي موضع آخر قال: فالمسجد الأقصى كان من عهد إبراهيم عليه السلام (مجموع الفتاوى 27/251).
اترك تعليق